رواية قلب أرهقته الحياة بقلم هناء النمر (كاملة)
كانت فى المطبخ تعد شيئا لتأكله قبل أن تدخل صومعتها اليومية
..مساء الخير ياهدى ...
لم ترد واكتفت بايماءة
...عاملة ايه انهارضة ...
...الحمد لله هات من الاخر ...
... بطمن عليكى ولا مش ناوية ترضى عنى ...
... مليش مزاج أتكلم ياعمر تصبح على خير ...
حملت طبق طعامها و متجهة للغرفة
استوقفها قائلا ...استنى بس عايزة اتكلم معاكى فى حاجة ضرورى ...
اتجهت لأقرب كرسى وجلست ...اتفضل خير ...
... طلب وارجوكى تقبلى واوعدك مش هطلب منك حاجة تانية ابدا ...
...من غير مقدمات قول اللى عندك ...
... أصحاب المشروع عازمين كل اللى متقدمين للتعاقد مع الشركة يوم الجمعة ...
...لأ من غير ما تكمل ...
...افهمى بس الأول ..
...من غير ما أفهم لأ ...
رفعت هدى طبقها وتحركت من أمامه وهى تقول
...أنا قلت لأ مش هروح يعنى مش هروح ...
وبعد أن تحركت خطوة
عادت ووضعت الطبق على الطاولة پعنف وهى تقول ...نفسى اتسدت. ..
دخلت الغرفة وأغلقت الباب من الداخل جلست على حافة السرير وهى تفكر وداخلها اثنان يتصارعان
...أوافق أذاى ايه الجنان ده ...
... إيه الجنان فى كدة مش يمكن تقابلى فيصل هناك ...
...كاك خيبة ما هو ده السبب الأساسى اللى يخلينى مروحش ...
...بالعكس ده السبب الأساسى اللى يخليكى تروحى مش يمكن تعرفى منه حاجة عن ابنك ..
...ابنى معقول حلمي هيتحقق وتفتكرى فيصل ميعرفش اللى حصل ..
...خلاص أقوم اقوله أنى موافقة ... وهمت بالوقوف ثم عادت وجلست مرة أخرى وهى تقول لنفسها
...استنى مش على طول كدة هو لسة بيقول انه يوم الجمعة يعنى قدامك وقت أبقى قوليله بكرة ...
تانى يوم بعدما جهزت كل شئ للخروج كالعادة استيقظ وهى على وشك الخروج فأخبرته بكلمتين وبعدها خرجت
ومن وقتها حتى يوم الجمعة لم يختلف الطريقة التى اختارتها فى التعامل معه فقد قررت مسبقا الفراق لكن الموضوع مسألة وقت لا أكثر ....
يوم الجمعة جهزت كل شئ شنطة بها ملابس تكفيهما ليوم واحد وخالد قد ذهب مسبقا لجدته يوم الخميس ليلا ليقضي الجمعة كله عندها
خرجت من الغرفة وجدته مستيقظا وينتظرها وبالفعل تحركت السيارة الساعة السابعة صباحا فى اتجاه الفيوم لم تتحمل هدى الجلوس طوال هذه المسافة فظهرها يؤلمها منذ الولادة الاولى فتحت الكرسى أكثر ومالت عليه وغلبها النوم رغما عنها ولم تستيقظ إلا عند دخولهم من باب المزرعة
...هو فين الناس اللى هنا انا مش شايفة غير الأمن من ساعة ما دخلنا ...
..يمكن جوا. ..
...ومال الأمن كتير كدة ليه هم هيحاربوا. ..
...ياستى ناس واصلة وخايفين على نفسهم ...
فوجأت بخروج فيصل ليقابلهم عند الباب لم ترتاح هدى لنظراته المتكررة لكنها تجاهلته تماما وتركته يتحدث مع عمر
دخلا الفيلا حمل الخادم الحقيبة واتجه لأعلى قال لها عمر
... اطلعى ياهدى ارتاحى لحد ما اخلص شوية شغل مع الأمير فى المكتب هنا وهحصلك
لم ترتاح للموقف منذ بدايته لكنها اذعنت لطلبه وبدأت فى صعود السلم لكنه اوقفها مرة أخرى
...معلش ياهدى تيليفونك بس محتاجه فى مكالمة مش معايا رصيد ...
...رصيد ايه انت على باقة وكبيرة كمان ...
...خلصت والله ايه يابنتى مش مستغنية عن دقيقتين من رصيدك ولا ايه ...
فتحت حقيبتها والڠضب على وجهها واعطته الهاتف وعادت للصعود
أعطى الهاتف للأمير فيصل وكل منهما على وجهه ابتسامة ذات معنى معين ثم قال
..انا كدة نفذت دور حضرتك بقى ...
.. مثل ما قلت توصل مكتبك تجد العقود فى انتظارك ومدير مكتبى راح يسوى كل شئ ...
...وهدى ...
... ايش بيها انا على وعدى السيارة راح توصلها لباب بيتك وقت ما انتهى مع السلامة ياعمر ....
يتبع
قلب أرهقته الحياة. .....الفصل السابع والعشرون
...وهدى ... كان هذا سؤال عمر
... ايش بيها انا على وعدى السيارة راح توصلها لباب بيتك وقت ما انتهى 24 ساعة مثل ما قلت مع السلامة ياعمر ....
تردد عمر فى الخروج
...إيش بيك ندمان ولا بدك ترجع فى اتفاقنا وتتنازل عن العقد ...
...لا ابدا بعد اذنك ...
خرج من الباب واتجه لسيارته واستقلها وهو يقول لنفسه ...معلش بقى ياهدى كدة كدة كنا هنسيب بعض كان لازم الحق نفسى واستفيد برده ...
كانت هدى تقف فى الشباك عندما رأته يتحرك بالسيارة لم تفهم ما يحدث إلى أين يذهب
ويتركها هنا اتجهت لحقيبتها لتأتي بتيليفونها فتذكرت انه أخذه منها
استدارت لتخرج وجدته يقف عند الباب ويده فى جيوب بنطلون
... أنت هنا ليه وعمر راح فين ...
...طار ...
...أفندم طار يعنى ايه
..يعنى أنهى المطلوب منه وطار وماراح يرجع ...
...مطلوب