الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية انا لها شمس (كامله جميع الفصول)

انت في الصفحة 5 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

من السما إنت ويوسف اللي ربنا يعلم لو كان عندي حفيد مكنتش هحبه زيه
ابتسمت لها وسألتها باهتمام وكأنها للتو تذكرت صغيرها 
هو يوسف نام 
من بدري... لتسالها من جديد 
إتعشى 
اجابتها لتطمأنها 
طمني بالك من ناحية يوسف خالصإنت عارفة إنه في عنيا... اومأت بتطابق وبعد قليل كانت تغمر جسدها داخل حوض الإستحمامشهقة عالية خرجت منها لتنهمر دموعها من جديد وتخطلت بمياه المغطس تألمت حين تذكرت جسد كريم وعينيه وهي تغلق للمرة الأخيرةظلت تبكي عل دموعها تغسل همومها وتمحي ما يؤرق روحهاخرجت من المغطس عندما شعرت ببعضا من الراحة بفضل بكائها ارتدت ثيابها وتحركت لغرفة صغيرها لتمدد جسدها بجواره بالفراش تأملت ملامحه البريئة لتمرر أصابعها حيث تخللت خصلات شعره بحب وتميل على وجنته تطبع بها حنو نتنفست براحة وحاوطت جسده الصغير لتضمه إلي صدرها بحنوكم كانت تحتاج لهذا العناق لينسيها ما عاشته بيومها الصعبشددت من عناقه في غفوة منها ليحرك الصغير أهدابه ويفتحهما عدة مرات لينطق بابتسامة صافية 
ماما
قابلت ابتسامته بأخرى وبعينين تقطر حنانا تحدثت وهي تشدد من عناقه 
حبيبي وحشتني
إنت كمان وحشتيني يا مامي
تنهدت وسحبت جسدها للاسفل لتضع رأسه فوق ذراعها وهي تقول 
يلا نام يا حبيبي 
إنت هتنامي معايا...هزت رأسها بإيجاب مما ادخل السرور لقلب الصبي الذي لف ذراعه الصغير حول خصر والدته وغط في سبات عميق بعدما شعر بالامان في حضرت مصدر أمانه الوحيد بجانب عزة تنفست وحاولت جاهدة الدخول في النوم لتنجح بعد كثيرا من الوقت لتسقط بدوامة النوم وټغرق بها علها تخفف عنها وطأة ذاك الکابوس الموجع التي عاشته
صباح اليوم التالي 
استيقظت وساعدت صغيرها على ارتداء ثيابه الخاصة بالمدرسة ثم اصطحبته وخرجا متجهين للمطبخ لتجد عزة تقف أمام موقد الغاز لمباشرة تجهيز طعام الفطار تحدثت وهي تجلس صغيرها 
صباح الخير يا عزة
صباح الفل على عيونك... واستطردت بعدما تحركت إلى الصغير
صباح الخير يا حبيب قلبي 
صباح الخير يا زوزة... نطقها الصغير بطلاقة جلبت عزة الطعام ورصته فوق الطاولة وجلست لتتحدث

لتلك التي تطعم صغيرها بذهن شارد 
مبتاكليش ليه يا حبيبتيده انا عملالك الأومليت اللي بتحبيه 
تنهدت لتجيبها پألم 
وهجيب النفس اللي أكل بيها منين يا عزة
وحدي الله وهوني على نفسك وإدعي له بالرحمة.... تحدثت بيقين لتجيبها الأخرى 
لا إله إلا الله محمد رسول الله
مدت يدها وناولت صغيرها كأس الحليب لتتحدث 
إشرب اللبن بسرعة قبل الباص ما ييجي يا يوسف
تناوله منها وبدأ بارتشافهبسطت عزة ذراعها بشطيرة لتتحدث برجاء 
طب خدي ساندوتش الرومي ده كليه علشان يسندك
اجابتها بملامح متأثرة 
مش قادرة أحط أي حاجة في بقي 
كادت ان تضغط عليها من جديد لولا مقاطعة رنين الهاتف الارضي لتهتف عزة قائلة 
دي أكيد امك اللي بتتصل على الصبح كدة
سيبك منها ومترديشهي رنت على فوني من شوية وانا كنسلت... ثم نهضت وتحدثت وهي تضع صندوق الطعام داخل حقيبة الصغير 
يلا يا حبيبي علشان نلحق الباص تحت ومتنساش تاكل كل اكلك عاوزة اللانش بوكس يرجع فاضي مش زي كل يوم مفهوم يا چو
حاضر يا مامي...تمسكت بكف صغيرها وجذبت حقيبتها لتتحدث بهدوء 
أنا ماشية يا عزة...سألتها باستغراب 
مش لسة بدري 
أجابت بإبانة 
هروح ارتب الشغل وألغي موعيد أيمن بيه اكيد لسة تعبان ومش هييجي الشركة النهاردة
سألتها مستفسرة 
ولو أمك إتصلت أقولها إيه 
هتفت بضجر 
إتصرفي يا عزة ولا أقولك أنا هرد عليها لو اتصلت بيا علشان أرحمك من زنها...تحركت بجانب طفلها حيث أودعته داخل الباص وتحركت بسيارتها باتجاه الشركةأمسكت هاتفها وطلبت رقم أيمن ليجيبها بعد قليل بصوت واهن وهو يقبع فوق أحد أسرة المشفي المملوك لنجله 
أهلا يا إيثار
تحدثت بتأثر 
أهلا بيك يا أفندم طمني على صحتك يارب تكون بقيت أحسن
أنا بخير الحمدلله طمنيني روحتي الشركة... نطقها مستفسرا لتجيبه بإبانة 
أنا في الطريق وهلغي لحضرتك كل مواعيد النهاردة لحد ما ترجع بالسلامة
بصوت ضعيف املى عليها 
إقعدي مع المهندس عدنان وتابعي معاه أخبار الصفقة الجديدة
كاد أن يكمل فهتفت تلك الجالسة بجواره 
كفاية كلام ومتتعبش نفسك يا أيمن إيثار فاهمة شغلها كويس واكيد هتعمل كل ده من نفسها
واستطردت بملامة
ما هي ياما مشت أمور الشركة لما كنت بتاخد أجازات ونسافر
نظر بعينيه
لتلك الجميلة ذات الاعوام الخمسون ليتحدث بعينين راجيتين
معلش يا حبيبتيهبلغها كام نقطة بس وهقفل على طول...قطع حديثه نجله الذي ولج للتو لينظر بحدة بالغة إلى الهاتف متحدثا وهو يجذب الهاتف من يده
هو ده اللي اتفقنا عليه يا بابا مش قولت لك بلاش الموبايل وحاول تسترخي 
واسترسل بعتاب وهو يتطلع لوالدته 
وحضرتك قاعدة تتفرجي عليه يا ماما
أنا حاولت يا أحمد بس بباك هو اللي صمم يرد لما عرف إن إيثار هي اللي على التليفون... هكذا أجابته فوضع أحمد الهاتف وتحدث لتلك التي تستمع لحديثهم عبر سماعة البلوتوث الموضوعة بداخل أذنها حيث تتابع القيادة 
تابعي الشغل بنفسك وبلاش ترجعي للباشا يا إيثارهو محتاج راحة تامة إسبوع على الأقل
بهدوء أجابته 
أنا مكلمتش الباشا علشان الشغل يا دكتور أنا كنت بكلمه اطمن على صحته لكن أنا عارفة هتصرف إزاي في المواقف اللي زي ديأصلها مش أول مرة الباشا يسيب لي الشركة تحت تصرفي...اجابها بتأكيد
علشان كدة بقول لك إتصرفي ومترجعلوش ولو فيه حاجة ضروري كلميني أنا
تمام هقفل علشان معطلش حضرتك... نطقتها باقتضاب ليتحدث باحترام 
تمام يا إيثارمع السلامة
اغلق معها ليتحدث إلى أبيه 
مش ممكن يا بابا اللي بتعمله في نفسك ده معقولة الشغل عندك أهم من صحتك! 
نظر لتلك الأسلاك المعلقة بيده ليتحدث بتملل وهو يعتدل جالسا 
تعالى شيل البتاع اللي مركبهولي ده علشان أروح بيتي أرتاح فيه
نهضت نيليلتقترب من زوجها قائلة بقلق 
بيت إيه اللي عاوز ترجعه وإنت تعبان بالشكل ده يا أيمن!
زهقان يا نيلي مش طايق منظر المحاليل ولا ريحة الأدوية والتعقيم... كلمات قالها باقتضاب ليكمل وهو يتزحزح لينزل قدميه من فوق السرير ليهتف نجله 
يا بابا مينفعش اللي إنت بتعمله ده على الأقل خليك هنا يومين كمان لحد ماترتاح
نطق بضجر 
مش هرتاح طول ما أنا في المكان ده يا أحمد روحني يا أبني نفسي أنام على سريري
لم يكن بمقدور نجله فعل شيء سوى الانصياع لرغبة أبيه بالفعل تحركوا به إلى المنزل وما أن دخل من الباب حتى وجد من تهرول من فوق الدرج لتسرع إليه لترتمي ليهتف شقيقها محذرا
حاسبي يا لارابالراحة بابا لسة تعبان
ابتسم هو ووضع كف يده ليمرره فوق شعرها قائلا بحنان
سيبها يا أحمددي اللي فيه الشفا لقلبي
التصقت به أكثر وباتت تتمسح بصدره قائلة بدموعها التي انهمرت
أنا أسفة يا بابيانا السبب في كل اللي حصل ده
ابتسم لها وتحدث نافيا كي يمحي عنها شعور الذنب الذي بات ملازما لها منذ تلك الليلة المشؤمة 
إنت ملكيش ذنب في أي حاجة حصلت كل اللي حصل من أول حاډثة بسام لحد حاډثة الإغتيال بتاعة إمبارح مكتوب ومقدر
اقتربت نيلي من نجلتها وبدأت بسحبها لتحثها بالإبتعاد عن والدها لتقول 
مش وقت الكلام ده يا لارا بابي لسة تعبان ولازم يطلع يرتاح في أوضته
لا يطلع إيه بابا مش لازم يطلع سلالم ويجهد قلبه...نطقها أحمد باعتراض واسترسل مفسرا 
أنا كلمت الشغالين خليتهم جهزوا أوضة

الضيوف علشان الباشا يرتاح فيها لحد ماصحته تتحسن
وافقه الجميع وتحرك أيمن صوبها بصحبة زوجته ونجلاه
بالشركة
بعد قليل كانت داخل مكتبها تجفف أثر دموعها التي انهمرت عندما وصلت لمقر الشركة وشاهدت تجمع بعض رجال الشرطة المتواجدون لاستكمال التحقيق مع جميع الموظفين تذكرت ما حدث بالأمس لذاك المسكين وكأنه شريط سينمائي يعاد أمام عينيها من جديدحاولت جاهدة تجاوز ما حدث والتغلب على الألم الساكن قلبها لتتحرك إلى مكتبها وترتمي فوق مقعدها باستسلامدلفت فتاة رشيقة تمتلك جسدا ممشوقا ترتدي تنورة تعتليها كنزة ضيقة بأكمام تاركة العنان لشعرها الأصفر مما جعلها صاړخة الجمال اقتربت من إيثار وتحدثت باحترام
صباح الخير يا أستاذة إيثار
لتجيبها الأخرى بعملية
صباح النور يا هانيا
واستطردت وهي تناولها ملفا
إتصلى بأسماء العملة الي موجودين في الملف ده واعتذري لهم وإلغي مواعيد النهاردةوبلغيهم إن حالة أيمن بيه الصحية متسمحش وإننا هنبلغهم بالمواعيد الجديدة أول ما حالته تتحسن ويرجع لشركته
تحدثت هانيامستفسرة 
هو أيمن بيه كويس 
اجابت باقتضاب 
الحمدلله هو بخير بس طبعا مش هيقدر ينزل الشركة قبل إسبوع على الأقل
واسترسلت 
من فضلك خلي البوفيه يعمل لي قهوتي 
أومأت الفتاة وتحركت للخارج
داخل مبني النيابة العامة بالقاهرة الكبرى 
كان يجلس فوق مقعده الخاص بمكتبهمنشغلا بتخليص أحد الأوراق المتواجدة أمامه ليقطع تواصله رنين الهاتف الأرضي الموضوع جانباأمسك بالسماعة
ليجيب بوقار يليق به 
ألو
إستمع للطرف الأخر وكان رئيسه المباشر حيث تحدث قائلا 
أزيك يا فؤاد
بخير يا باشا إتفضل معاليك...نطقها بعملية ليقول الأخر بتفسير 
فيه حاډثة محاولة إغتيال حصلت إمبارح لرجل الأعمالأيمن الأباصيري قدام شركتهرجل الأعمال فلت من ضړب الڼار والسواق بتاعه هو اللي دفع حياته تمن حمايته ل أيمن
أومأ فؤاد متحدثا 
قريت عن الحاډثة في صفحات التواصل الإجتماعي وعندي فكرة عنها.
طب كويس وفرت عليا شرح التفاصيل القضية دي من النهاردة قضيتك يا سيادة المستشار لأنها متشعبة وفيه قضية مرتبطة بيهاقضية قتل إبن رجل أعمال شهير إتقتل في فيلا ايمن الاباصيريوعلى فكرةأيمن قدم بلاغ رسمي النهاردة بيتهم فيه رجل الاعمال صلاح عبدالعزيزبمحاولة قټله القضية صعبة ومحتاجة مجهود ذهني جبار...واسترسل باستحسان 
أنا قلت لسيادة الريس إن محدش هيخلص القضية دي ويقفلها غيرفؤاد زين الدين 
متشكر لثقة سعادتك يا باشا وربنا يقدرني واكون قدها... نطقها برزانة ليتحدث الاخر 
هبعت لك ملف القضية اللي إتحول لنا من قسم الشرطة اللي حقق في الواقعةومعلش يا سيادة النائب هتضر تروح لأيمن الأباصيري المستشفى بنفسك علشان تاخد أقواله
وإلى هنا فقد تحول داخله من السكون إلى الاشتعالنهض وإلتف حول مكتبه ليقف أمام النافذة يتطلع إلى الخارج ليتحدث فى جمود 
بس جنابك عارف إني رافض مبدأ خروج وكيل النيابة من مقره مهما كان مين الشخص اللي هيتاخد أقوالهإحنا المفروض بنفذ القانون يا أفندم والقانون ده يمشي على الكل من أصغر مواطن لأكبر راس في البلد
تنفس قبل ان يجيبه مفسرا
أنا فاهم الكلام ده كويس ومقدر موقفك وبحترمه يا فؤادلكن هنعمل إيهلازم نبدأ في التحقيق والراجل من ساعة اللي حصل له وهو مرمي في المستشفي وتعبانمعندناش رفاهية الوقت اللي هنستناه لحد ما يخرج من المستشفىالراجل إسمه كبير وليه وزنه في البلد ممكن جدا اللي حاولوا ېقتلوه يكرروا المحاولة ولا قدر الله تنجح والراجل ېتقتل بجد المرة دي ساعتها الرأي العام هيتقلب علينا ويتهمونا إننا تقاعسنا عن شغلنا.
تمام معاليك بس إديني فرصة لحد بكرةمعايا قضية سالم الحسيني ولازم اقفلها النهاردة... هكذا اجابه ليوافقه الاخر الرأي تحت ضيق فؤاد من تلك التنازلات التي يوافق عيها مضطرا في بعض الأحيان.
مر اليوم على الجميع بسلامكانت تقود سيارتها قاصدة العودة لمنزلهاممسكة بطارة القيادة وهي شاردة الذهن تفكر بذاك ال كريم الذي فقد حياته بلمح البصر قطع شرودها رنين هاتفهانظرت بشاشته لتزفر

انت في الصفحة 5 من 22 صفحات