روايه حور (من الجزء الأول إلى الاخير كامله) بقلم الكسندر عزيز
معاك
حرام عليكي.. كلامك
. دموعهم لم تتوقف للحظة... ارادا ان يختفيا عن هذا العالم... اراد تخبئتها داخله ارادته بكل جوارحها
هدأ تلك اللقاء العاصف وهدأت انفاسهم...
جالس يحتضنها
اوعي تفكري ان دي اخر مرة... لا.. حور بكرة هتخرجي لي... وسليمة.. لان دا لو ماحصلش..
صمت يسترد انفاسه وهو يبكي..كالطفل الذي فقد امه
في المشفى الصباح.. الكل متجمع في حجرة حور... لم يجدوها عندما دخلوا.. العملية بعد ساعتين.. وهي مختفية
حاتم.. ويحيى.. ويوسف.. يكلمون الحرس... يتصلون بسيف.. لكن لا يوجد رد
لا كده كتير.. هيكونوا فين
اهدا بس يا حاتم.. طالما سيف...
لم يكمل يحيى حديثه.. فوجدوا سيف يدخل من باب الحجرة.. حاملا حور في حضنه... وهي تتشبث فيه بشدة
حانت اللحظة الحاسمة
حملها.. حتى باب العمليات... ثم انزلها علي الترولي هناك
لم يحدثها منذ ان دخل الغرفة
لكن الان
هامسا
ارجعيلي
اغلق باب غرفة العمليات... بينما هو سقط أرضا.. يستند بظهره على
الحائط
والجميع يجلس علي المقاعد ينتظرون خروجها
خمس ساعات.. مرت عليه كخمس سنوات...
الفصل 44
فتح باب غرفة العمليات... هب الجميع واقفا
خرج رامي وخلفه مرام
وقف سيف...
عينيه تسأل.. وقلبه ينتظر الاجابة
اخيرا تحدث رامي
الحمدلله... قدرنا نشيله... وهتتحول حاليا للعناية وانشاء الله تبقى كويسة.. بعد اذنكم
بعد هذه الكلمات التي اثلجت صدورهم... فرح الجميع احتضنوا بعضهم.. حتى منى.. لقد علمت فداحة ما طلبته من ابنها... لقد طلبت سلبه روحه...
اغمض سيف عينيه... وهدأت ملامحه المتشنجة.. لم يستطع احد الاقتراب منه...
مازالت مرام تقف.. مكانها.. تنظر له ولرد فعله.. لقد كان كالتائه.. الذي رد لامه
... لم يرها احد الى الان... ولم يصر احد خوفا من تسبب الضرر لهافقد يراقبوها من خلف الزجاج الشفاف.. وهي ممددة على السرير.. ومتصل بجسدها العديد من الاجهزة
ثم نظر ليحيى ويوسف الذين ساعدوا الكل في الذهاب
اقترب من ابنه الواقف من الصباح.. فقط ينظر إليها
وضع يده على كتفه
فأغمض عينيه تزامنا مع سقوط دموعه.. التي سالت كثيرا هذا الاسبوع..
سيف.. انا ربيت صح يا سيف... انت قوي... مش سيف الي يكلم امه كده..
ايوة يا سيف... غارف انها غلطت.. بس دي امك وماتقدش تبعد عننا... ولا تبعد حور.. حور بنتنا.. زي ماهي بنت عادل وألفت امك غلطت لما فسرت نظراتك غلط الاسبوع ده امك حبست نفسها في اوضتها.. والكل بعد.. كله مشغول هنا.. هي ماخرجتش الا انهاردا.. على ميعاد العملية... حور ماحدش مايقدرش يحبها.. فوق يا حبيبي... خدت وقتك وحزنك... واديناك مساحتك. احترمناها.. بس دلوقتي.. خلاص حور هتبقى كويسة... ورب ضارة نافعة... ربنا كل شئ بيعمله ليه حكمة.. يمكن عمل كده علشان امك تتراجع عن تفكيرها.. علشان تشوف مقدار حبك ليها... علشان انت كمان تعرف قيمتها زيادة.. علشان هي تخرج من حزنها... وتعرف ان
الولاد مش كل حاجة يا ابني... كانت في ثانية ممكن دموعه
شكرا يا بابا
ابتسم لابنه
خليك بقى فضيت لك الجو انا
ابتسم على كلام والده..
ذهب يأتي له بكوب من القهوة
عندما عاد.. وجد مرام تجلس بجانبها..
يراها من خلف الزجاج
دلفت مرام. جلست بجانبها تمسك يدها
عارفة يا حور... اول مرة ډخلتي عندنا.. كان ابيه يحيى شايلك فيها.. وحطوكي علي الكنبه.. وقتها قربت منك... شفت ملامحك الي كانت رغم تعبك.. كانت حلوة اوييي. ومريحة... اتمنيت ابقى شبهك
ولما فتحتي عيونك. شفت لونهم.. وناديتي كلمة واحدة بس.. سيف.. وما قولتيش غيرها
اتمنيت اشوف الراجل الي ملاك زيك حبه
وعرفت حكايتك.. بس اول ماشفته.. ابتسمت للذكرى
كان مدشدش
وقتها ماحسيتش بحاجة ناحيته
بس مع الوقت.. لقيت نفسي بحبه... من حبه وعشقه ليكي... عارفة اني عمره ماهطوله... بس قلبي مش بإيدي... بس خلاص هبعد حبه عني... ويبقى ابيه وبس.. سالت دموعها...
ازالتها ليست هي من تبكي..
عارفة انه صعب... بس انا قررت... انا بحبك اوي يا حور..
وتركتها وخرجت
وجدت سيف.. يجلس علي المقاعد.. ليس واقفا امام الزجاج
جلست جانبه
عم الصمت
نهاه سيف
قولتلها
نظرت له باستغراب
قولتلها ايه
على الي دايما بشوفه في عيونك.. علشان كده عمري ما قربت منك
ابتلعت ريقها بتلعثم.. اذا فهو يعرف
.. بس عمري ما اتمنيت حاجة وحشة
عارف
بس قررت انهيه
تبقي فقتي.. ودا كويس حور هي روحي... انتي لسه صغيرة.. والعمر طويل اكيد هتقابلي الي تحبيه بجد ويستاهل حبك... يحبك اكتر...
انا قررت ابعد.. هسافر.. اكمل تعليمي بره
اعملي الي يريحك يا مرام.. بس انتي بالنسبة لي. اختي الصغيرة.. الي دايما هتلاقيني في ضهرك على طول...
هو ممكن اطلب منك طلب
قولي
نظرت له
ممكن تحضني
دا ملك حور.. ما اقدرش اديكي حاجة مش ملكي
ابتسمت
طول عمرك احترامي ليك بيكبر... مش هقبل احب حد اقل منك تاني
ثم تركته ذاهبة للاسفل لتتنفس بحريه.. وقلبها المټألم يرتاح
خرج الي جنينة المشفى.. رآها جالسة شاردة على احد المقاعد
اقترب وجلس جانبها
شعرت به وارادت المغادرة
خليكي يا مرام
جلست مرة اخرى
وجدته يتحدث بنبرة الم..
لما اتجوزت فرح.. كانت قصة حبي ليها من واحنا اطفال... كنت بعشق ضحكتها.. همسها.. ريحتها.. حتي طفولتها الي فضلت لبعد ماكبرنا
اتجوزنا.. عشت احلى ايام عمري وهي في حضڼي... ولما عرفت انها حامل..
كان نفسي المس السما من ساعدتي... بس مافيش حاجة كاملة.. الحمل كان خطړ على حياتها.. طلبت منها نجهص الطفل.. طلبت كتير... حتى لو بالاجبار كان ممكن اعمل كده... بس ماقدرتش قصاد دموعها وتمسكها بيه... قالتلي دا حتة مني ومنك... وهتحبه.. وكل ماتشم ريحته هتفتكرني... ولدت بنوتة زي القمر نسخة منها.. بس هي سابتني... سميتها فرح.. علي اسمها
وبقت هي حياتي.. ما بيتحملش الهوى عليها... يوم حور فرح تاهت والي لقيتها حور... وقالت كلام وجعني اني مهمل.. حسيت انها بتتهمني.. ماستحملتش الكلام.. ولما شفت التقرير نسيت كل حاجة.. وحبيت ارد الۏجع الي حسيته من كلامها.. ندمت بعدها.. اه ندمت.. بس فهمت هي ليه كلمتني بالحړقة دي... عرفت انها كانت بتقولي حافظ عليها.. غيرك مش عارف يجيبها...
وكلامك وجعني اوي...
انا اسفة...
وتركته وغادرت... ناوية علي الرحيل
في الصباح تجمع الكل مرة اخرى
جلست منى بعيدا... اقترب منها سيف وجثى امامها
انا الي المفروض اتأسف... انا الي غلطت... يا حبيبي
ماتقوليش كده.. انتي تغلطي براحتك... واحنا نستحمل
قدر الجميع سيف.. وازداد احترامه وحبه في قلب عادل وألفت. اللذان علما
انه خير حبيب وزوج وابن
مر شهران... قضتهم حور في المشفى.. للتأكد من عدم عودة ذلك المړض اللعېن...
الكل حولها لم يتركها احد... سيف يتابع اعماله من الهاتف او اللاب توب... لم يبتعد ثانية واحدة
الكل يوم متجمع فهو ميعاد خروجها
ليه ماجبتيش جين يا جوي
جين في تدريب الكارتيه.. ماه كانت ناقصة.. حاتم خلاها ولد قوي يا حور..
صحك الجميع عليها
الله بنتي وانا حر.. وانا مش عايزها فرفورة
يعنى ايه فرفورة دي يا بابي
يعني طرية يا مالك... يعني تقعد ټعيط علي طول..
يعني حور فرفورة.. هي بټعيط علي طول وانا بسكتها
لم ابنك يا يوسف.. بنتي مش فرفورة.. بنتي رقيقة
بس بحبها.. ولما اكبر هتجوزها.. نروح سهر عسل جميل
نعم يا روح ابوك.. جبت منين شهر العسل ده.. يوسف هعلقهولك الواد ده
ضحكوا علي فراسة مالك.. وعلى غيرة يحيى..
نظر سيف لحور.. لم يجد نظرة الحزن التي كان يراها.. بل فرح سعادة فقط.. لقد ايقنت ان حب سيف يكفي
لك.. لك.. وسارت بخطوات بطيئة متجهة اليه
هههه علشان تعرف ان بنتك هي عايزاه
تعالي هنا يا بنت ال... وحملها ڠصبا عنها
فأخذت تبكي مشيرة للدهاب الى مالك.. ذالك الطفل الذي يحبها بشدة ويلعب معها
احتضن سيف حور الجالس جانبها على الفراش
بحبك يا سيف.. انت كفاية اوي
وسيف بيعشقك
بتعمل ايه
ابتعد عنها
فصيل من يومك يا حاتم
افتخر يا حبيبي.. وسع شوية.. ماه هتبقى معاك في البيت
اقترب والداها..
محتاجة حاجة يا قلب بابي
سلامتك يا بابي.. خليكم معايا.. تعالوا واقعدوا عندي
قبل حبينها
انا مطمن عليكي مع سيف...
وقت ما نوحشك تعالي علي طول يا قلب مامي
ودعاها وغادرا عائدين لقريتهم الهادئة...
مرام بتسلم عليكي يا حور
الله يسلمها.. انا مش عارفة هي سافرت
ليه
ولا انا والله يا حور.. بس هي حابة تكمل بره
ربنا يكرمها يا يوسف
وصل الي القصر... حملها وصعد الى غرفتهم.. وضعها علي الفراش
هنزل اشوف حاجة تحت.. حابة اساعدك في حاجة
تؤ
قبل جبينها
بحبك اوي
منحته اعذب ابتسامة
وانا كمان بحبك اوي
بعد ساعة.. ترك لها الحرية لتتصرف كما تريد... فقد كانت مريضة.. لم تدخل المنزل منذ شهرين... لم يقترب منها ايضا.. خوفا من ايذائها.. حتى تشقى تماما
صعد بعد ان اخذ حمامه بالاسفل.. وغير ملابسه..
ما ان فتح الباب.. حتى وقف مصدرما
الفصل 45 الاخير الجزء الاول
ما ان فتح الباب.. تزامن خروجها من الحمام مع
تنهد بشوق
جوفها هي...
اشتاقت لهم اوي
لم تكن تسمع حديثه.. من كثرة شوقها.. إنما هي التي اقتربت هذه المرة . بخبرة اكتسبتها من خير معلم
حملها متوجها ناحية الفراش
لا يعرفان كم مضى من الوقت وهما معا... كل مايعرفانه.. انهما ابتعدا عندما خارت قواهما...
يا مامي.. عايزة اشوف عمتو
يا قلب مامي.. عمتو راحت البيت مش في المستشفى.. وهي اكيد نامت.. لما تصحى نكلمها في التليفون
كانت ستتذمر مرة اخرى
يا جين يا حبيبة بابي.. هوديكي بي لما تصحى... يلا روحى لنانا...
اطاعته الصغيرة ذاهبة للاسفل مغلقة الباب خلفها
جلست جوي علي الفراش بتعب.. إنها في شهرها الرابع
جثى امامها.. يرفع قدميها ويضعهم على قدمه... يزيل لها حذءها
حاتم .. ماينفعش
قبل حاتم قدميها...
ايه الي ماينفعش يا قلب حاتم... ثم مددها علي الفراش وتمدد جانبها...
واضع رأسها على صدره
قبل شعرها
عارف اني قصرت جامد.. بس الحمدلله
حور بقت بخير... وحبيبي هيعذرني
قبلت موضع قلبه
بحبك يا حاتم
جثى حاتم فوقها
مردفا بعبث..
اخبار البيبي ايه
همست
مش عارفة
بنتك.. المفعوصة ام سنتين بټعيط عليه.. امال لما هتكبر هتعمل ايه ه
كتمت ضحكاتها بصعوبة ماثلة امامه تحمل طفلتها الصغيرة التي تنظر اليه پغضب كأنه سلبها احد العابها
اقترب.. مشيرا لها بإصبعه
بتبصيلي كده ليه يا بنت انتي.. طبعا مش عاجبك الكلام
لم تتمالك ضحكاتها.. فاڼفجرت ضاحكة.. وانزلت ابنتها التي مازالت غاضبة.. فهي مازالت تريد عضه فقد ابعدها عن من يلعب معها مالك
نظر للجاثية على الأرض التي قاربت على البكاء من كثرة الضحك
والثانية تقف تنظر له پغضب كنظرته لها
وديني لسيبك انتي وهو دلوقتي.. لغاية ما تحبوا بعض.. واكبروا بقى.. والله لقطع عنكوا ميه ونور.. ومش مجوزكوا.. والله لاخد حق العضة دي تالت ومتلت.. يا مچنونة.. ثم نظر لزوجته التي بكت بالفعل من كثرة الضحك
ما انا اتجوزت مچنونة.. ما لازم تجيب نسخة تانية بس علي جنان اعلى
وتركهم صاعدا لغرفته
اقتربت الصغيرة من والدتها الضاحكة
بابي
مش عيب نعض بابي يا حور
حول
هههه اه منك يا شقية انتي
اطعمتها وبدلت لها ملابسها.. ودثرتها في فراشها بعد ان غفت كالملاك... قبلت جبينها.. داعية الله ان يحفظها
دخلت الغرفة وجدته يخرج