روايه صرخه على الطريق (من الجزء الأول إلى الاخير كامله) بقلم دفنه عمر
واحدة تحب جوزها بالشكل الكبير ده رغم ان تاريخ علاقتنا مش طويل أنا
بقيت احب جسار لدرجة الخۏف اني اتحرم منه لأي سبب متعلقة بيه زي الطفلة ما بتتعلق بأبوها بحبو دعيما معايا ومايغبش عني كل ده عادي يا ماما
دمعت عين والدتها من فرحة ما تسرده شمس عن زوجها الآن اطمئنت عليها وتضاعفت غلاوة جسار في قلبها وتمتمت توضح لها الراجل اما بيكون حنين اوي كده الست بتعتبره فعلا ابوها واخوها مش بس جوزها يعني شعورك طبيعي جدا يا حبيبتي اطمني ربنا يسعدكم ويفرحني بولادكم أهو مرات حمزة أخوكي طلعت حامل عقبالك زيها
ربنا يرزقكم يامشمش وتفرحي جوزك بيكي عقبال ريان ما يتجوز بنت حلال هو كمان
والله لسه قايلاله كلمتين في الطريق ربنا يهديه
يارب تعالي بقي اطلعي لجوزك عشان برضو ممكن يتحرج وانا هخليهم يجهزوا السفرة زمانكم واقعين من الجوع
قالتها سارة بمرح ليمزح معها ريان استر يارب
ياسلام شوفت عفريت حضرتك
حمزة بعتاب ماتزعلش قطتنا يا ريان
سارة بمدح محبب تعيش ياحمزة يا ذوق انت
ثم قالت وعيناها تلمع بحنان وهي تنظر نحوه حمد لله على السلامة ياجسار انت وشمس أمال هي فين
الله يسلمك يا سارة عقبالك هتلاقيها مع طنط
لا يا جسارة يا حبيبي قولي يا ماما بلاش طنط دي أنت بقيت في غلاوة ولادي حمزة وريان وأكتر
رجفت أهدابه تفاعلا مع قولها الذي مس وترا داخل قلبه كأن السيدة تعلم بما ينقصه حتي ظن أن زوجته قصت لها شيء عن ماضيه المجهول نظر لها تلقائيا لتنفي هي بحركة طفيفة بعينيها صحة خاطره الذي أدركته فقال يشرفني طبعا اقول لحضرتك كده
جسار بمزاح أيوة ركزي دعواتك هنا أوي
ضحكت قائلة بإذن الله هنفرح قريب حمزة مراته حامل اهي يعني فال حلو
سارة طب وسعولي بقي اسلم علي العروسة اللي راجعة مزة علي الأخر ثم جذبتها وهي تهتف للجميع سوري ياشباب هاخد بنت عمي منكم شوية
ياساتر علي غلاستك
حمزة روحوا انتوا يابنات سيبكم منه ده بيستفزكم وخلاص ثم دفع رأس أخيه موبخا أعقل بقي شوية
مايبقاش ريان أخوك لو عقل
قالها رضوان الذي أتاهم لتوه لتندفع نحوه شمس معانقة بشوق بابا وحشتني أوي أوي
من وقت ما مشيتي والله
ريان ايه ياحج رضوان وانا
مش مكفيكم ولا ايه
سارة أكيد مخنوقين منك
مالكيش دعوة انتي
حمزة وبعدين في نقاركم ده احترموا ماما وبابا وجسار
ابتسم الأخير ولأول مرة يختبر حلاوة تلك المواقف العائلية المرحة الدافئة كم تمني أن يحيا في جو مماثل أشقاء أب وأم يضمانه بهذا الحنان كما يفعلان مع شمس
أزيك ياجسار نورت الدنيا كلها
بنورك ياعمي والله
جمانة طب هروح بقي اخليهم يجهزوا السفرة
سارة وانا هاخد شموسة دقايق
ريان ماتصدعيش أختي
الټفت ترمقه بامتعاض وهي تبتعد تحت ضحكات شمس وحمزة وجسار
يلا يا مشمش احكيلي بالتفصيل الممل كل حاجة حصلت معاكي من بعد الفرح لدلوقت
أتجوزت
باقتضاب قالتها بخبث لتهتف سارة بحنق يا سلام لا بجد نورتيني هي دي إجابة برضو
أمال اقولك ايه أنا اختصرت وقلت الخلاصة
لا أنا عايزة التفاصيل
لأ عيب ياسيرو دي أسرار زوجية
كده برضو يا شمس بتخبي عليا ده طول عمرنا سرنا مع بعض
ضحكت مع قولها مش مسألة أخبي والله بس دلوقت غير زمان يا سارة أنا بقيت زوجة ومسؤلة عن زوج وأقل حقوقه عليا ان اسرارنا ماتطلعش برة ابدا
وكفاية اقولك ان ربنا كرمني براجل بجد واني أسعد واحدة في الدنيا وحبي لجسار زاد أضعاف بعد ما عاشرته وعرفت طباعه عن قرب
ثم غامت عيناهاتعرفي يا سارة ساعات بحس ان جسار ابني مش جوزي مين فينا فرض الإحساس ده على التاني مش عارفة لكن اللي فهمته كويس انه من جواه طفل اتحرم من حاجات كتير في حياته بيحاول يعوضها معايا وده مخلي علاقتنا متلاحمة بشكل قوي رغم مدة تعارفنا القصيرة
ياااااه يا بنت عمي واضح ان شهر العسل قربكم اوي من بعض يا شمس ثم ربتت علي كفها عموما أنا عرفت المهم واتأكدت انك مبسوطة ربنا يسعدكم حبيبتي
يعني مش زعلانة عشان قولتلك
لازم احافظ علي اسرارنا
لا طبعا وكلامك مظبوط
يابنات الأكل جاهز تعالوا
حاضر يا ماما جايين
ونهضت وهي تقول يلا يا سيرو وبعدين نكمل كلامنا
ماشي ياقلبي
انقضت أمسيتهم القصيرة في بيت والدي شمس ثم غادرت الأخيرة مع زوجها لمنزل الزوجية
خليكي هنا ثواني هدخل الشنط بس
تعجبت طلبه ومكثت قرب باب شقتها تنتظره فعاد لتري قامته تنحني ليحملها كأنه يحمل عصفورة صغيرة هامسا دي أول مرة ندخل شقتنا بعد الجواز ولازم تدخلي وانتي على دراعي
ايه أخبار المكتب يا أشرف
هتف بها جسار وهو يأخذ موقعه خلف مكتبه ليجيب الأخير أطمن الدنيا ماشية وكسبنا كذا قضية وفي زباين منتظرينك بيقولوا عايزينك تتولي قضاياهم بنفسك
تمام خلي السكرتيرة تحدد لهم مواعيد بكره وآدم اخباره ايه معاك
الحقيقة بيشتغل بمنتهي الجدية والتفاني
ده من حظي يا أشرف انكم بتساعدوني لولاكم كان المكتب اتقفل من زمان خصوصا مع شغلي في شركة أمين بيه
احنا معاك وفي ضهرك دايما وانت مش مقصر وبتدينا تعبنا وزيادة
ده حقكم يا أشرف
واستطرد باهتمام خلينا بقي في الأهم يا صاحبى عايزك تاخدلي معاد من والدك في أقرب وقت زي ما اتفقنا قبل كده عشان هناخد البنت الحلوة اللي عندكم لأخويا رائف قلت ايه
ابتسم أشرف ده انتوا تنوروا يامتر ونسبكم يشرفنا أكيد خلاص هاخد معاد من بابا وهبلغك يا صاحبي
بس بسرعة أحسن رائف مش صابر أختك جننته
قهقه صاحبه لا معلش ابنكم مچنون من الأول
فبادله جسار ضحكته في دي عندك حق بس تعرف يا أشرف مبسوط اوي ان رائف فكر في أريج وعلاقتنا هتكون أقوي والله كأنه هياخد أختي
غزاه شعور قوي بالامتنان لأن رفيقه لم يغيره شيء مازالت أواصر صداقتهم بنفس متانتها بل تزداد يوما عن يوم قوة
والله نفس شعوري لما عرفت ان اخوك عايز اختي
انه هيقربنا سوا ربنا يديم صداقتنا العمر كله
اللهم امين يا صديقى
وواصل مستعيدا مزاحه امتى بقى هتعزموني انا ومراتي عندكم شمس نفسها تشوف والدتك جدا دي حاجة بعيدة عن موضوع زيارة الخطوبة
يا سلام ده انت تأمر شوف لو يوم أجازتكم الجاية فاضين هنحضر المحاشي من دلوقت
لا محاشي يبقي جاي بس اتوصوا بورق العنب عشان شمس بتحبو
عيوننا ليكم يا متر
راقبها وهي منهمكة بطهو الطعام وشعرها معقوص لأعلى گ ذيل الحصان وبيجامتها الزرقاء تعطيها مظهر طفولي محبب فابتسم مقتربا لها
حبيبتي تعبت من الصبح وانشغلت عني خالص
الټفت له مبتسمة وهي تقبل جديه هاتفة حقك عليا يا حبيبي والله أنت عارف دي أول مرة أعزم أهلي في بيتنا وأول مرة يدوقوا أكل من ايدي ولازم أبهرهم
غمغم بحنان واثق انهم
تهتف شمس لأسرتها وهي ترص أطباقها علي منضدة الطعام ووالدتها خلفها تجلب المعالق
جسار الله الأكل شكله يشهي تسلم ايديكم
جمانة مراتك اللي عملت كل ده
حمزة مشمش بقيت
تطبخ دي معجزة
رضوان مفيش حاجة بعيدة عن ربنا
جمانة قولي يا جسار كنت بتحب تاكل ايه من ايد مامتك ونفسك شمس تعملوا ليك عشان اعلمها
تلجم جسار وهو يرمق والدة زوجته بصمت شارد لا يذكر أي شيء فعلته له إلهام ليحبه لا ذكرايات بينهما سوى الجفاء طال صمته فأجابت عنه شمس مامته وباباه كانو متغربين دايما وهي مش بتحب تطبخ
غمغمت جمانة بتفهم أيوة فهمت
نظرة امتنان نالتها منه لتكمل وده في صالحي لأنه هيحب أكل مراته حبيبته وبس
رمقها جسار بحب لاحظته والدتها هاتفة بحنان
ربنا يسعدكم يا حبيبتي ثم صاحت تنادي
يلا يا ريان الأكل جاهز
صاح الأخير وهو يقدم عليهم طب مين اللي طابخ
مراتي
بفخر قالها جسار ليمزح الأول يبقي مش هاكل إلا لو فيه عندكم مطهرات للمعدة
ضړبة علي رأسه نالها من والدته وهي تعاتبه طب استر اختك قدام جوزها وبلاش فضايح
سيبيه يا ماما سيبيه مايبقاش ريان أخويا شايف يا بابا اخويا مش واثق في أكلي ازاي
قال
معاتبا بطل رخامة علي أختك يا ريان
جسار طب يلا ياجماعة ابدؤا ونحكم بعدها بس خدوا بالكم أحسن تاكلوا صوابعكم من حلاوة الأكل
ضحكت شمس لزوجها قائلة يسلملي دعمك ياغالي
ريان طب نجيب اتنين ليمون وشجرة ونقوم نمشي
عادت والدته تضربه من جديد مع قولها وبعدين معاك وبعدين
جسار بكره اشوفك مع مراتك يا استاذ ريان يالي عمال تتريق علينا
لا هتلاقيني أسد في نفسي
جمانة اتجوز الأول وبعدين نشوف موضوع الأسد ده
تفائلي يا
ماما تفائلي
لاك ريان شيء من الطعام وبدا عليه استحسان وهو يقول ايه ده يا مشمش
ردت بقلق ايه الأكل وحش يا ريان طمني
مش
عارف اقولك ايه بس ده طلع حلو
للمرة الثالثة تضربه
والدته خضيت اختك يا شيخ
جسار أخيرا اعترفت بشطارة مراتي
أضطريت ياجوز اختي الأكل فعلا يجنن
ابتسمت شمس بظفر وقالت دي شهادة من المچنون اخويا اعتز بيها ضحكوا لقولها واستأنفوا الطعام بمدح الجميع في الوليمة التي صنعتها لهم شمس للمرة الأولى
غادر عائلة شمس ووقفت هي ترص الصحون النظيفة في خزانة المطبخ بعد رفضها أن تساعدها والدتها سعيدة هي بتلك الحياة البسيطة التي تختبرها للمرة الأولي وهي تتشارك كل شيء مع جسار الذي يتعاون معها الآن بتمشيط السجاد من بقايا الطعام والأتربة بالمكنسة حيث كانوا يجلسون ليفزع بغتة علي صوت ضجيج سقوط بعض الصحون هرول إليها فوجدها ملقاه أرضا بحالة إغماء حملها پخوف ثم استنجد بطبيب يعرفه سابقا عن طريق الجد نادر وبعد وقت قصير أتى ليتفقد حالة زوجته ويطمئنه عليها
الهلع يأكل روحه منتظر بفارغ الصبر خروح الطبيب وطمأنته على زوجته ليستجيب الأخير لخاطره وهو يخرج معدلا وضع عويناته قائلا مبروك يا سيد جسار المدام حامل
جحظت نظراته وتجمدت بذهول
زوجته حامل بهذه السرعة يتحقق حلمه
بعد أشهر سيحمل طفله بيديه
لا يدري كيف أنقد الطبيب أجرته و ودعه للباب
رفع وجهه الباكي مع همسه فرحان دي ماتساويش احساسي دلوقت شكرا انك بتشاركيني حلمي وكل مادا بتسعديني أكتر أنا بحبك اوي انتي زي