روايه صرخه على الطريق (من الجزء الأول إلى الاخير كامله) بقلم دفنه عمر
دهاليز عقله
تنقلت حدقتاه بين أمين ورضوان وجده يغمغم
أنا عملت ليكم انتم التلاتة تحليل Dna والنتيجة أكدت مين أبوك وممكن ببساطة اقولك حالا النتيجة رجحت كفة مين فيهم وأثبت نسبك بس انا عايزك أنت اللي تحدد بإحساسك اللي عمره ماخذلك مين فيهم أبوك ومين عمك خلي قلبك يدلك علي اللي جيت من صلبه يا جسار
يثبت أنه لا يحلم وأنه بالفعل يقف أمام أبيه في حيز محيطه ولا يفصلهما شيء بإيماءة ونظرة حانية كنانه جده أنه يحيا واقعا لا يقبل الكذب شعور ضخ بروح جسار قوة وتقدم نحوهما ودموعه تنهمر دون إرادة وجسده يرتعد من فرط ما هو مقدم عليه جال بينهما مليا ودون شعور دنى من أمين وامتدت يده المرتجفة يتحسس وجه أبيه هو يطلق أه ۏجع لحرمانه من ابنه الأول كل هذه السنوات لم يكن يعلم أنه
كفاية كده يا أمين سيبني اخد ابن اخويا شوية
قالها رضوان وهو ينتزع جسار من صدر أبيه ويتلقفه بصدره رابتا علي ظهره وهو يهتف من يوم ما شوفتك في عيد ميلاد سارة حسيت اني حاجة شدتني ليك بس كدبتها ومع الوقت نسيت أتاري الډم حن لبعضه وقلبي عرفك يا حبيب عمك
شمس
همسهل جسار بلوعة وهو يبتعد عن عمه مواصلا بلهفة شمس يا عمي شمس لازم تفوق وتعرف أنها مراتي وبنت عمي وحبيبتي يمكن ده يخليها تخف وترجع زي الاول
ريحانة!
كثيرا ما حاول تخيل أسمها توقع لها أسماء كثيرا في عقله لم يصل أحداهم لجمال هذا الأسم
أسمها گ عبق الجنة القابع أسفل قدميها لم يكتب له نعيم قربها في الدنيا لكنه سيفعل كل ما بوسعه ليقابلها و يهدي روحها الطاهرة عناقيد عمله الصالح بدنياه حين يآويه الثرى
سحر ما يحياه جسار بلحظة حياته الفارقة جعلته يستجيب لدعوة أبيه وكاد يغادر حيز الغرفة قبل أن يتوقف بغتة ويستدير خلفه لينخلع قلبه مع استدارته تلك وهو يري جده الحبيب ينظر له باكيا بنظرة تشق القلب كأنه يودعه للأبد كأنه فقد الحق به شعور جعل جسار يندفع مثل الطفل ليتشبث به بقوة هاتفا إياك ياجدي إياك أشوف في عيونك النظرة دي تاني محدش هيقدر ياخدني منك ولا يمحي مكانتك في قلبي وحياتي لأنك حتة مني انت اللي ربتني وتعبت لحد ما كبرتني و ماحرمتنيش من حنانك وحبك آوتني تحت جناحك و حمتني من البرد و چحيم التشرد ظهور أهلي دلوقت مش هيخليني ابعد عنك بالعكس لو عيلتي اكتملت فانت اهم شخص فيها يا جدي أنت كبيرنا كلنا ومكانك هيفضل محفوظ
قالها بعفوية ليرتجف قلب أمين بين ضلوعه من حلاوة النداء الذي انحرم من سماعه القدر خبأ له أجمل هدايته في خريف العمر كأنه لم يسمع تلك الكلمة من قبل طيلة عمره أما جسار فأعادها عقله ثانيا لتترد داخله وتسد شقوق روحه وتروي أرضه القاحلة التي نبتت بها معجزة هويته من جديد
صح يا حبيب ابوك
قالها أمين داعما له بقوة ثم اقترب من الجد ونظر له بتقدير جم وهو يخبره بما يستحق لو فضلت عمري اللي باقي كله اشكرك
علي تربيتك لابني مش قدر أوفيك حقك يا دكتور نادر أنت ربيته بطريقة خلتني فخور بيه تمسك ابني بيك دلوقت خلاني اتأكدت انك عوضته غياب أهله وكنت له سند حقيقي ربنا يجازيك خير علي كل حاجة طيبة قدمتها لأبني وزي ما قال مفيش حاجة بينكم اتغيرت انت جده وكبيره وكبيرنا احنا كمان وحياة جسار مستحيل تستقر من غيرك
ابتسم جسار بفخر وسعادة لأبيه وعيناه تشكر له صنيعه ثم نظر للجد الحبيب قائلا شوفت بقى يعني مفيش داعي للحزن اللي شوفته في عيونك ده مش هسمح تزعل ولا عيونك تنزل دمعة تاني ياجدي
ثم كفكف جسار دمعاته ليغادر وهو يتوسط والده وعمه وجده الحبيب متوجهين لمنزل أبيه الذي استدعي بهاتفه الجميع دون توضيح أسباب ليكون لقائهم الأول مع ابنه العائد بين أرجاء بيته كما يجب أن يكون
القلوب لا تنتظر صك هوية لتعبر المسافات لمن تحب
سلطانها نافذ أينما حلت لها عيون ترى وذراع يحتوي
لا تخطئ طريقها مهما تراكمت أسباب الضلال
قلبها وحده عرفه قبل أن تظهر ماهية هويته
شقيقها هو يشاركها الروح والعصب
كل شيء بدنياها ستتغير معالمه
صار لها شقيق يحتويها كما تمنت
جسار هو أخيها
يالا حلاوة اللقاء بينهما
كأنها
تخاف أن تفترق عنه ثانيا
فلا طاقة لها على الغياب من جديد
جسار أخويا
همستها وهي تقبل كتفه وهو يشتد احتواء حاني لها
شقيقته كما كان يشعر نحوها دائما
سارة
صغيرته مدللته ما بقي له من عمر
عيون أخوكي كنت حاسس طول الوقت انك قريبة من روحي وحتة مني وصدق إحساسي بيكي يا سارة
أحنا عرفنا بعض من البداية كنا حاسين بحاجة بتربطنا دلوقت بس قدرت اعمل اللي اتمنيته كتير وانا ببصلك بشعور أخوي كان طاغي عليا
ومن جديد سحبها في عناق شديد لتطلق هي عنان بكائها وهي تعانق أخيها هي مثله أدركته منذ زمن أقطابهما تجاذبت بشكل لم تفهمه حينها جسار أخيها من ذات الصلب تجري بعروقهما دماء واحدة
يبكيان ويشاركهما ابيهما البكاء وذراعيه تحتويهما الان اكتملت عاىلته وما عاد شعور النقص يغزوه عاد صغيره وما عادت يد البعد تفرقهما بعد ذلك
عجيب قدره!
بعد أن كان يعاني الحرمان ويشتهي عناق
من أبيه ووالدته لأن تتلقفه أيادي وصدور أفراد عائلته بلهفة وحب الجميع في ذهول تام لمعرفة حقيقته وبركان عاطفة جياشة تفجر بينهم أولاد العم حمزة وريان وخالته جمانة شقيقة أمه ريحانته أما سارة فمازالت تنظر له مآخوذة كأنها تحلم بكل ما يحدث
روح بقي لمراتك عرفها متأكد ان اما تعرف هترجع لوعيها وتسترد صحتها تاني أما اللي راح ماتزعلوش عليه لأنه خير لولا الجنين اللي ماټ ماكنتش عرفتنا وعرفناك ياحبيبي
قالها أمين وهو يربت علي ذراعه ليؤكد رضوان أبوك عنده حق ياجسار ربنا مش بيعمل حاجة وحشة وبإذن الله هيجبرك انت وبنتي
قبلته خالته جمانة وهي تغمغم بحنان وهتجيبوا بنت زي القمر وتسموها ريحانة كمان
ابتسم لها بعاطفة جديدة ولثم يدها ثم قال عندكم حق أنا هروح لشمس عشان
لازم تكون وسطينا في اللحظة دي
يحمد الله انه وجدها مازالت متيقطة قبل أخذ جرعة مهديء جديدة دنى منها وهو يطالعها بنظرة يفيض منها كل حبه وحنانه وهو يهمس شمسي
التفتت اليه لتقابله بوجه شاحب وبنظرة جامدة خلت منها الحياة تتلوي بجمر ظنها المخيف أن الرجل الذي تزوجته وحملت طفله يمكن أن يكون شقيقها وتمتم بحنان شمسي عندي ليكي مفاجأة هتخليكي تقومي ترقصي من الفرحة
رمقته بجمود كأن ما عاد شيء يفرحها حتي واصل
أنا خلاص عرفت مين أهلي ياشمس
انتبهت له بعين محدقة بريبة ليستطرد أنا وانتي طلع دمنا واحد كان مكتوب نتقابل ونحب بعض عشان بسببك انتي أوصل لجذوري واعرفها أيوة ياشمسالفضل بعد ربنا اني اعرف اهلي هو انتي ياحبيبتي صحيح فقدنا ابننا بس ربنا عوضني بعيلتي الحقيقية
عيناه تدور على تقاسيم وجهه بحيرة فرحته وحماس حروفه ينسف ظنها المخيف بقوة!
أنا ابن عمك ياشمسي أبن أمين
اتسعت عيناها حد الجحوظ المرعب ونهضت من فراشها
وكاد الوهن والضعف يسقطها أرضا
يعني انت مش
مش ايه ياحبيبتي
لبثت نظراتها تتشرب وجهه وهي تبكي مهارة مع قولها الحمد لله يارب الحمد لله انك طلعت ابن عمي وحبيبي وجوزي وروحي
وقال أيوة ياحبيبتي انا كل حاجة ليكي وزي ما ربنا جمعني بأهلي هيعوضنا خير بس انتي خفي وارجعيلي تاني أنتي وحشتيني ياشمس نوري دنيتي بضحكتك تاني وواثق ربنا يرزقنا بدال اللي راح
ظلت تعانقه وتبكي الآن فقط عادت لها الحياة كل شيء يمكن تعويضه إلا ما كانت تظنه وتخافه
شوفتي القدر يا شمس روحي عرفت اخويا من غير ما افهم ليه منجذبة له كنت دايما اقولك مش عارفة اسمي مشاعري ناحية جسار ايه دلوقت بس فهمتها
هتفت بها سارة بشرود لتربت على كتفها الأخيرة
فعلا أنتي بالذات يا سارة قلبك كان دليلك
وانتي مفيش مرة حسيتي إن دمك حن لجسار
غامت بعيناها مستعيدة لقطات خاطفة من عمر تعارفهماي ومرة تانية لما شوفته في مكتبه حزين حسيت بخنقة غريبة مافهمتش سببها ولما جه اشتغل معانا فرحت جوايا ولقيتني بعامله بود استغربته فيا وكنت فاكرة اني هكون فظة معاه بس مقدرتش في حاجة كانت بتشدني لجسار بس داريتها عشانك لما افتكرتك بتحبيه بس اما اتجوزنا اتملكت مني اكتر وحسيت انه حتة ولما حكيت لأمي اني متعلقة اوي به قالتلي لأنه حنين بس هو كمان كان عنده نفس الشعور
سبحان الله فعلا دمنا حن لبعضه
فعلا ادعيلي يا سارة أقدر اعوضه اللي فات واحققله حلمه بعزوة من صلبه
يارب يعوضكم اللي راح حبيبتي
عصفت عيناها بحزن كلام الدكتور بيقول انه هيبقي صعب
بس ربنا لا يصعب عليه شيء
أومأت لها ونعم بالله يا
سارة
طب هو فين أخويا
عمي أمين اخده عنده في الأوضة بتاعته فوق خلينا نستناهم أكيد عمي لسه مش مصدق انه رجعله وعايز يشبع منه ولعلمك ممكن بابا يصمم تعيشوا معاه في الفيلا خصوصا لما اتجوز أنا و البيت هيفضى
أقرت برأيها زي ما جسار يقرر ولو اني حبيت بيتي اوي
عادي يا شمس بيتك هيفضل موجود برضو وتبقي بين هنا وهناك
تنهدت الأخيرة ربنا ييسر الخير يا سارة خلي كل حاجة لوقتها
وافقتها الأخرى وقلبها لا يزال يحتفل بظهور شقيق لها
كم كانت تحبه دون أن تعلم
يتبع
الفصل السابع