رواية مزيج العشق(من الفصل الاول حتى الفصل الاخير) بقلم نورهان محسن
العاشق لها تخفق بشوق بداخله تطالب بإحتضانها مرة أخرى إلى صدره.
كل تصرفاته معها جديدة تماما عليه يعيشها للمرة الأولي في حياته فهي الحب الأول الذي يغزو قلبه ليستعمره ولا يطالب بحريته إلا بين ذراعيها فقط.
لم يستطع الانتظار أكثر من ذلك فامسك السماعة بجانبه يخبرها أن تأتي إليه ثم نظر إلى الأوراق أمامه ومثل الانشغال.
انتظرته ليبدأ الكلام لكنه لم يظهر أي رد فعل ووجهه كالصفحة البيضاء لا يعبر عن أي شيء.
تنهدت كارمن بضجر لأنها سئمت من الوقوف هكذا حتى سمعته يقول في صيغة الأمر بينما الإبتسامة تعلو وجهه في نفس الوقت اعمليلي قهوة
رمشت كارمن بعدم تصديق ثم نظرت إلى صانعة القهوة الكهربائية التي أشار إليها بطرف إصبعه.
كارمن بتنهيدة امرك يا ادهم بيه
ذهبت إلى الآلة الموجودة في الزاوية لتشغيلها وبدأت في صنع القهوة ولم تسأله كيف يشرب قهوته لأنها تعلم أنه يشربها مظبوطة.
بدأ أدهم ببطء احتساء القهوة أغمض عينيه وغمغما بإستمتاع ثم فتحهما وهو ينظر إليها قائلا بدهشة انتي ازاي عرفتي اني بشربها مظبوط
همست كارمن بحرج من ماما ليلي كانت قالت قدامي قبل كدا
شعرت كارمن بالحرج وازداد خفقان قلبها عندما رأت عينيه اللامعتين تنظر تجاهها فقالت متلعثمة عجبتك القهوة
وضع أدهم فنجان القهوة على المكتب وجذبها بخفة إليه لتجد نفسها جالسة على قدميه أمام المكتب.
لن تقوي على الصمود أمامه أكثر من ذلك فهو ماهر في سلب دفاعاتها منها بسهولة فائقة لذا همست تحذره بقلق ادهم احنا في المكتب ماينفعش نقعد كدا حد يدخل علينا
نظر أدهم لها متأملا حمرة وجنتيها المغرية مبتسما لهذا العذر الواهى قائلا بمكر ومين يقدر يدخل هنا من غير اذن.. لو عايزة تهربي انسي مش هسيبك
حدقت فيه لتقول بتوسل وهي تحاول النهوض لكن ذراعه الذي طوق به خصرها قيدت حركتها عشان خطړي يا ادهم بقي مايصحش احنا في الشركة
احمر خديها من فرط الحرج وعيناها الزرقاوان المذهولتان تنظران إليه بدهشة من جرأته التي لم تعتاد عليها قائلة بتذمر طفولي ادهم احترم نفسك.. مش قصدي كدا وبطل تحرجني من فضلك
وضع أدهم كفه على خدها المتورد وقرصها بلطف هامسا ببراءة خادعة اعمل ايه انتي اللي شكلك بيجنني وانتي مكسوفه كدا
تنهدت كارمن بقلة حيلة وعيناها تدوران تحاول إخفاء خجلها المسيطر عليها أمامه لتغمغم طيب خلاص سيبني اقوم...
بترت حديثها حالما رأت مسودات تصاميمها على المكتب فوجهت إصبعها إليها قائلة بإستغراب هي تصاميمي بيعملو ايه علي المكتب هنا
ادهم بإبتسامة انتي امبارح نسيتي تاخديهم وانا لما رجعت المكتب شوفتهم وعجبوني جدا
كارمن بعدم تصديق بجد عجبوك
أومأ ادهم برأسه قائلا بصدق شغلك فعلا تحفة يا كارمن وفي مفاجأة كمان هقولك عليها بس بعدين
نسيت كارمن نفسها ورفعت يديها عفوية وشبكتهما خلف رقبته وتحدثت بحماسة طفولية لأنها أنجزت شيئا اعجبه حقا لا ارجوك قول دلوقتي
لمعت عينا أدهم ببريق خطېر من حركتها العفوية وقربها هذا المرهق لقلبه ولم يعد يستطيع مقاومة رغبته بها فوضع يده خلف رقبتها
بعد لحظات طويلة مليئة بالتناغم والحرارة
سمعت كارمن همسه الرخيم بجانب اذنيها يسألها بنبرة حنونه دافئة اخترقت قلبها بسرعة رهيبة مم جعله ينبض پجنون لذيذ مالك انتي كويسة
اغمضت عينيها وهي تشعر بالخجل بسبب تفاعلها القوي معه في ثورة مشاعرهم المچنونة منذ لحظات قائلة بصوت خرج مبحوح ناعم ايوه.. انا تمام
ازاح أدهم شعرها بلطف خلف أذنيها ليتحدث بهدوء حيث يعرف ما يدور في ذهنها الآن سيبي مشاعرنا هي اللي بتمشينا يا كارمن وبلاش نحسبها.. احنا هنعيش مرة واحدة بس
أومأت كارمن إليه بفهم وهي تبتسم في وجهه بخجل وتشعر بالراحة والأمان من حديثه الدافئ حاضر بس اتفضل بقي كمل شغلك انا عطلتك زيادة عن اللزوم
رفع أدهم وجهها بأصابعه ليجبرها على النظر إليه قائلا بحنو في دقايق في العمر تستاهل ان الواحد يوقف فيها كل حاجة وراه ويعيشها بإحساسه كله
تألقت زروقتيها ببريق عشق يفيض بمدى مشاعرها الجياشة تجاهه وهمست پصدمة مش مصدقة ان اللي بيكلم كدا هو ادهم اللي علي طول مكشر وحياته كلها شغل في شغل
هتف أدهم بابتسامة عذبة فهو سعيد بسلاسة الحوار بينهما بمناسبة الشغل اليوم قرب يخلص تحبي تروحي البيت تجهزي نفسك لمعادنا بليل
ازدردت كارمن لعابها ثم أخذت نفسا عميقا قبل أن ترد مبتسمة بلطف لا هستناك ونروح سوا.. هخرج اكمل شغلي برا
قام بتقبيلها برقة على وجنتها المحمرة ثم أومأ إليها بالموافقة فقامت بتعثر بسبب ارتباك المشاعر التي تتفاعل بداخلها قائلة بهدوء بينما تلتقط الاوراق من علي المكتب انا هاخد المسودات معايا
ادهم بإبتسامة ماشي حبيبتي
عند كارمن
في مكتب السكرتارية
خرجت من المكتب بابتسامة رقيقة على وجهها الجميل وهي تغلق الباب خلفها.
تشعر براحة كبيرة تتغلغل في جميع اوصالها ولكن بمجرد أن استدارت للأمام وخطت خطوة واحدة حتي اصطدم كتفها بشخص ما وسقطت جميع الأوراق التي كانت تحملها في يديها على الأرض.
نزلت كارمن فورا على قدميها لتقول بسرعة وحرج من شرودها الذي اوقعها في هذا الموقف السخيف معلش انا اسفه جدا
هبط هذا الشخص أيضا جاثيا على قدميه أمامها وساعدها في جمع الأوراق قائلا بنبرة اعتذار محصلش حاجة انا اللي اسف
رفعت كارمن رأسها محدقة به في حرج شكرا لحضرتك
اتسعت بؤبؤ عينه قسرا دليلا على إعجابه بفتنة عينيها الزرقاوتين التي