روايه القدر حكايه (من الجزء الأول إلى الاخير) بقلم سهام صادق
يراعي آلم قدمها
حركت رأسها وهتفت بنبرة خافته
حاضر
وداخلها كانت تود ان تصرخ به تخبره ان لولا حاجتها للعمل وأنها لن تجد وظيفه مثل التي تعمل بها لكانت ألقت بوجهه الأوراق وجلست ب بيتها عزيزه النفس
وضحكه ساخره صدحت داخل روحها فأي بيت تتحدث عنه هي مغتربه بمدينة أخرى وتعيش في غرفه بسكن مغتربات تبحث عن لقمه عيش وحياه تعول فيها نفسها
خلي السواق يجهز عشان يوصل الانسه ياقوت لفرع الشركه الرئيسي
تبدلت كل ارائها عنه تلك اللحظه وغادرت وهي سعيده بتخليصها من پهدلة مواصلات أخرى
دلفت للسياره التي كان سائقها ينتظرها لتجلس بأسترخاء متمتمه بخفوت
الراحه حلوه.. ياسلام لو عندي عربيه زيها
.....................................
وقفت مستمتعه بالأجواء تلتقط لنفسها الصور تحت انظاره.. كانت كالطفله الصغيره أمام عينيه بملامح مشرقه مما زاده حنقا منها فهى تستمتع ب رحلة زواجهم على أكمل وجه وما هو إلا متفرجا
مش كفايه كده
ألتفت نحوه بأبتسامه واسعه وحركت كتفيها بدلال
احتدت ملامحه ولكن ليست لها انما نحو ذلك الذي وقف يرمقها بأبتسامه وتفحص... يده طبقت على رسغها واخذ يجرها بضيق خلفه
قولت كفايه كده
سارت معه حانقه من تصرفه الاهوج...الي ان وصلوا لغرفتهم بالفندق فدفعت يده عنها
سيب أيدي يا شهاب
عيناه استقرت نحوها.
هنفضل في لعب العيال لحد امتى ياندي
هو اللي انا بعمله ده لعب عيال ياشهاب
واردفت بتلاعب
انا باخد اجازه
من حبي ليك .. بيتهيألي انا كده رايحتك مني
اصاپة الكلمه هدفها لتتبدل ملامحه للجمود
يداه قبضت علي كتفيها پقسوه
ندي الصبر ليه حدود.. مش كلمه سمعتيها وانتي بتتصنتي عليا انا واخويا هتعملي فيها الضحيه.. فوقي بقى جايه دلوقتي تشوفي نفسك المظلومه واني مستهلش حبك
لو كانت شعرت بزهوة النصر منذ لحظات ولكن الآن كل شئ انتهى قسۏة كلماته كانت تغرز بقلبها... دموعها التي جاهدت على اخفائها انسابت فوق وجنتيها.. دفعته عنها بضعف وقد شعر بالندم ولكن تبريره لنفسه انها السبب انها تستحق ذلك
شعوره بالمقت تلك المره كان علي حاله
انا اسف ياندي
ولم تعد للكلمه معنى فقد اخبرها بالحقيقه
...............................
دفعتها حانقه من نوبة الضحك التي انتابتها عندما وصفت لها لحظة سحق قدمها... لم تتحمل سماح تخيلها لهيئة ياقوت وسط الديناصورات كما اطلقت عليهم
كفايه ياسماح انا غلطانه اني حكتلك
صدحت ضحكات سماح بعلو وأخذت تتنفس ببطئ
الصداقه ديه جات اخيرا بفايده يا ياقوت... بقى ليكي طرائف وعجائب
واردفت ضاحكه
والديناصورات علي كده حلوين
ضاقت عين ياقوت من سماجة سماح... فدفعتها بقوة اكبر حتي كادت تسقط من فوق الفراش
خلاص يامفتريه هسكت... شويه جد بقى عشان محتاجه منك مساعده
......................................
كان كالغيور الغاضب منذ أن رأها مع ذلك الرجل تصعد سيارته... حاول أن يمنع نفسه من القدوم إليها ولكن قدماه أخذته لها كالمعتاد وجدها جالسه على المقعد الخشبي تنتظر شقيقتها
وقبل ان يجلس جانبها ويتحدث هتفت بأبتسامه واسعه
شريف
اندهش من معرفتها بوجوده فسألها بلطف وقد تبدلت كل مشاعره المتهجمه الي أخرى سعيده
عرفتي ازاي
ابتسامتها كانت أجمل ما يراه في يومه وجلس جانبها ينتظر سماعها
عرفتك من ريحتك
تعجب من اجابتها واخذ يشم رائحة عطره ثم ضحك
افرض غيرت ريحة البرفن بتاعي... هتعملي ايه
نطقت بعفويه
هعرفك وده هيكون بأحساسي
لم يفهم معنى كلامها ولكن المعنى كان واضحا لا يحتاج لتفسير اكثر
انت مجتش ليه اليومين اللي فاتوا... مش قولتلي هتيجي وتجبلي من شيكولاته الفرح
لم يعرف بماذا يجيب عليها ولكن عقله قد صنع كذبته
كان عندي شغل مهم
اماءت برأسها متفهمه... وشعرت بجلوسه جانبها ثم تناول كفها يضع به الحلوى التي وعدها بها
ارتسمت السعاده على شفتيها وهي تداعب بكفها الاخر الحلوى
ديه شكولاته الفرح
حرك رأسه إيجابا على سؤالها ولكن أدرك سريعا انها لا تراه فتمتم مبتسما
شيكولاته الفرح زي ما وعدتك
قلبها خفق من قطعه حلوى... أزالت غطاء الحلوى وأخذت تقضم منها... كانت تترك له حرية رؤيتها ومطالعتها
احكيلي عن الفرح... العروسه كانت حلوه
واردفت بحماس طفولي
انا بعرف اتخيل الناس بسهوله من الوصف متخافش
انطفئت لمعت عيناها وهي تخبره انها تتخيل الأشخاص من وصفهم... وفي لحظة عادت ملامحها تشرق ثانية وهو يصف لها ملامح العروس ومريم شقيقته
وهي تستمع بأبتسامه تنير عيناها قبل وجهها
................................
وجدت سماح تقف على باب غرفتها تنتظرها بحماس جلي على ملامحها
عرفتي تاخديلي ميعاد معاه يا ياقوت
ومن نظرة واحدة وجهتها ياقوت لها... فهمت سماح انها لم تستطع
انا اسفه ياسماح... معرفتش انتي عارفه انه مستني ليا فرصه واحده بس ويطردني
فأبتمست إليها سماح وهي تعلم بصدق ما تقول
انا عارفه يا ياقوت... ولا يهمك
لم تحزن سماح بالفعل فقد كانت تعلم بعدم مقدرة ياقوت لأخذ لها موعد ففي النهايه هي موظفه ومازالت في بداية وظيفتها
اوعدك هحاول تاني... بس يجي فرع الشركه عندنا... انا بس بقيت مهمتي حاليا اودي ورق
يتمضي
وانتظرت ياقوت سماعها وخشيت ان تكون حزنت منها ولكن
أنتي هابله يا ياقوت... ازعل من ايه انا لو هزعل.. هزعل من نفسي عشان استغليت صداقتنا وانا اكتر حد عارف معاملة حمزة الزهدي ليكي
هتفت ياقوت على الفور
بس انا عايزة اساعدك
لتتحول وقفتهم لعناق وكالعاده كانت سماح تبتعد عن الدراما وتنهي الحوار بمزاح
مكنش مقال صحفي ده اللي هيعمل فينا كده...تعالي نروح نتجمع مع بنات السكن
وانتهى الأمر بهم بتجمع فتيات السكن في سهره ممتعه... لم تخلوا من المزاح والضحك
....................................
وجدها تصفف شعرها امام المرآة دون أن تعيره اهتماما.. كان يحمل باقة من الازهار... معتذرا
لسا زعلانه
لم تجيب بشئ وأكملت تمشيط خصلاتها... لتجده يمد باقة الأزهار لها
ميبقاش قلبك اسود ياندي
كانت تستنشق عبير الازهار مغمضه العين لم تشعر بنفسها إلا وهي تنتفض متمتمه
لا ياشهاب
تجمدت يداه وهو يراها تتخلص من آسره...وتعالت أنفاسه وقبل ان يفعل ما لم ستسامحه عليه...خرج من الغرفه صاڤعا الباب خلفه بقوة... واصبحت رحلة زواجهم ماهي إلا تصفية حسابات
....................................
دلفت صفا لحجرة مأمور السچن..كان جالس يطالع بعض الملفات أمامه وانتبه لدلوفها فرفع عيناه نحوها مبتسما فمنذ ان تولي إدارة السچن وهو لا يرى في سلوكها اي شئ يشينها حتى أنه تعجب من تهمتها فكيف لملاك مثلها تكون تاجرة للمخډرات
تعالي ياصفا
مكتبه خطوتان لينهض من فوق مقعده مقتربا منها
عندي ليكي خبر هيفرحك
انتظرت ان تسمع ما سيفرحها رغم علمها ان لا شئ سيفرحها الا انها تتحرر من سجنها
بعد أيام هتاخدي إفراج... ومش هتستني شهرين كمان ياستي
واردف وهو يري الدموع التي لمعت بعينيها
وده طبعا بسبب حسن سلوكك ياصفا
.......................................
تجمدت يداه على الهاتف وهو يستمع للمتصل... زوجته ماټت في حاډث
انت بتقول ايه
أنفاسه اخذت تنسحب ولم يتمالك حاله فهوي بجسده علي المقعد وسط ضجيج المطعم الذي يتناول به فطوره
ولسانه اخذ يردد بصعوبه
جاكي ماټت... لا اكيد الكلام ده غلط
ونهض من جلسته بخطوات اشبه بالركض ولم يشعر بنفسه الا وهو يضع ملابسه بحقيبة سفره ويهاتف إحدى شركات الطيران من أجل حجز تذكرة متجها لسويسرا... ومن حسن حظة كان هناك مقعد شاغر بعد ساعات سينتظرهم في جنون
.....................................
تعجبت ناديه من عدم وجود سيلين وقد تبدل مكانها برجلا... احتدت عيناها وقد فهمت ان شقيقها يقطع عليها كل الطرق
وهتفت داخلها وهي تتجه نحو غرفه مكتبه بعدما حياها مدير مكتبه عندما أخبرته بهويتها
وتفتكر اني هسكت ياحمزة.. مبقاش ناديه الا ماجوزتك
ودلفت لغرفة مكتبه تطالع انغماسه بين أوراق العمل
تفتكر لما تمشي سيلين هسكت
زفره طويله خرجت من بين شفتيه متجاهلا حديثها
اهلا ياناديه
ونهض
مش ملاحظة وجودك كتر هنا
ضحكت وهي تفهم تلميحه
ما سبب وجودي خلاص انت مشيته... بس بصراحه النهارده جايه عشان حاجه تانيه
دقق حمزة النظر بوجهها منتظرا معرفه سبب مجيئها
من غير لعب ولف ياحمزة... ايه رأيك تتجوز ياقوت
الفصل الثالث عشر.
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
ضحكة ساخرة صدحت في ارجاء الغرفه.. شقيقته تخبره صراحة بمن وقع عليها الاختيار لم تلعب معه كما اعتادت... تعمق في النظر إليها ليجدها ترمقه بأستياء لاستخفافه بها
انا قولت نكته ياحمزة..
ارتسمت السخريه تلك المره على شفتيه.. مما زاد حنقها
فعلا ياناديه انا بعتبر كلامك حاليا نكته
واردف بمقت وهو يشيح عيناه عنها
ونكته سخيفه كمان
بهتت ملامحها وهي تستمع لردة فعله التي لم تروقها فقد ظنت انها اخيرا وقعت علي الاختيار الامثل
ياقوت الفتاه الضعيفه التي جلبتها من البلده ووظفتها بشركه شقيقها
الفتاه التي سترضي بأي شئ
يقدم لها لن ترفض ولن تعترض ولن تشتكي.. فمثيلاتها يتحملون الحياه دون صړاخ او تمرد
أقنعها عقلها بالفكره وهاهي الان ترى ردة فعل شقيقها ولم تكن ردة فعله الا السخريه
اخذت أنفاسها بعمق وتقدمت منه بخطي ثابته
مالها ياقوت ياحمزة مش عجباك في ايه... خلينا نتكلم بالعقل ياقوت هتناسبك جدا
احتدت ملامحه پغضب ساحق
ناديه كلامك بقى يزعجني... لا ياقوت ولا غيرها
وتابع پشراسه
احمدي ربنا ان ياقوت مش تحت إدارتي هنا في الشركه.. لان مصيرها كان هيكون الطرد وشيلي انتي بقى ذنبها
ضاقت أنفاسها من أثر الجدال معه.. فتقدمت خطوتان وجلست على مقعد صوب عيناه
ياحمزة انا عايزاك تتجوز ويبقى ليك عيله حقيقيه... انا وبقي عندي عيله صحيح مراد مش ابني بس لما بتجمع انا وهو وفؤاد وتقي بنتي بحس بالاكتفاء.. شهاب اتجوز وبكره يكون اب ويستقل بحياته.. شريف قريب هتلاقيه بيقولك عايز يتجوز ومريم بتكبر ومسيرها في يوم تتجوز
صمتت تأخذ أنفاسها وعيناها معلقه بوجهه... شعرت بتأثره القليل ولكن سريعا ماعاد لبرودة ملامحه
الحياه هتسرقك ياحمزة.. منفسكش تشم ريحة طفل منك انت من صلبك
عادت تدقق عيناها بوجهه ولكن لا شئ وجدته الا السكون وكأن الزمن أجاد هيكلة شقيقها... لم تتحمل جموده وصمته فهبت واقفه
انت رافض فكره الجواز ليه.. ما انت كنت متجوز سوسن وكان بينكم علاقه طبيعيه زي اي زوج وزوجه
ابتسامه محبه ارتسمت علي ملامحه
سوسن غير اي ست ياناديه... زي مانتي غير اي ست واه ابسط مثال واقف بسمعلك ومستحمل كل أفعالك
استاءت ملامحها پغضب عارم واندفعت نحوه تدفعه على صدره
انا مش اي حد انا اختك والكبيرة كمان
وضحكه خرجت من بين شفتيه.
ما انتي عشان اختي الكبيره مستحمل تصرفاتك.. ده تقي بنتك اعقل منك
لطمته بقبضة يدها وقد تحول عبوسها لابتسامه واسعه... فهى لا تراه شقيق فقط إنما اب وصديق وابنا
نفسي اشوفك حاضن ابنك او بنتك بين ايديك
تنهيده قويه خرجت من شفتيه وابعدها عنه برفق ولكي ينهي ذلك الحديث الذي يمقته
ربنا يسهل ياناديه
لمعت عيناها بالسعاده وتسألت
يعني هتفكر في ياقوت
واردفت دون ان تعطيه فرصه للرد
ياقوت هتنفعك... بنت غلبانه وهاديه لا هتطلب منك حب ولا مشاعر ولا حتى اهتمام..