الأحد 22 ديسمبر 2024

روايه امره العقاپ جميع الفصول بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 30 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 


شاردة الذهن تتطلع للماء بعينان تائهة وبائسة مسح على وجهه بعبوس بات ناقم على نفسه المتسببة فيما وصلت إليه 
تحرك وجلس بجوارها ليخرج صوته الرزين وهو يحدق في الماء مثلها 
العزلة مش هتفيدك بالعكس بټأذي أكتر
صابتها نفضة بسيطة بخضة عندما سمعت صوته ورأته بجانبها متى
جاء وكيف عرف مكان تواجدها ! سؤالان طرحتهم في وقت واحد بعقلها ! ابعد هو نظره عن الماء والټفت إليها برأسه مسترسلا حديثه بنظرة ذات معنى ونبرة مهتمة 

هتفضلي تفكري في الحاجة اللي مضايقاكي اكتر واللي هيحصل إن الحزن هيفضل ملازمك ارمي الشيء اللي مضايقك يازينة ورا ضهرك صدقيني طالما مسبب ليكي الألم ده يبقى ميستاهلكيش ومفيش حاجة تستاهل إن ابتسامتك الجميلة تختفي من على وشك
لمعت عيناها وتلألأت الدموع فيهم وهي تحدق به بقلب منكسر يتحدث كأنه يعرف بكل شيء لكنه أصاب الهدف تماما بكلماته شعرت بدموعها على وشك الانهمار فالتفتت برأسها تجاه البحر مسرعة تهرب بنظراتها منه هامسة ببعض الاضطراب 
هو إيه ده اللي ميستاهلنيش ! 
اللي مضايقك 
رمقته بنظرة طويلة نظرة عاجزة ومنطفئة وعينان دامعة تتحدث عن الآم قلبها المعذب بڼار الهوى هذه المرة لم يبعد نظره عنه كالعادة بل ظل مثبتا عيناه عليها يحاول إخبارها من خلالهم أجل أنا هو الذي اقصده لا استحقك بل تستحقين الأفضل مني 
اشاحت بوجهها مرة أخرى وهتفت بصوت حاولت إظهاره طبيعيا 
عرفت إزاي إني هنا ! 
آدم ببساطة 
تخمين 
عندما لم تجب عليه استكمل هاتفا بجدية 
مامتك كانت ھتتجن من القلق والخۏف عليكي كان على الاقل ردي عليها وطمنيها يازينة 
أنا فاكرة إنها لسا في المعرض أو راحت عندكم عشان
كدا عملت الفون صامت 
استقام على قدميه وقال بخشونة 
طيب يلا قومي عشان نروح البيت وتطمن عليكي 
زينة بصوت رقيق ورفض خاڤت دون أن تنظر له 
امشي أنت يا آدم وأنا هروح وحدي متقلقش عليا 
لم تسمع منه أي رد فقط ظل واقفا بصمت واضعا قبضتيه في جيبي بنطاله وحين رفعت نظرها إليه ورأت نظرته الصارمة تنهدت بيأس وفهمت أن لا مجال للجدال معه فجذبت حقيبتها واستقامت واقفة ثم سارا معا للخارج وعند وصولهم أمام السيارة توقفت والتفتت له بنصف جسدها هاتفة باعتذار لطيف 
عارفة إني مفيش عذر كافي لغيابي عن الافتتاح النهارده بس 
قاطعها مبتسما في تفهم وبدفء وهو يفتح لها مقعد السيارة الأمامي المجاور لمقعده 
ولا يهمك أنا متفهم الوضع يكفي وقفتك معايا طول التجهيزات
طالعته وشفتيها مالت لليسار قليلا في ابتسامة عابسة قبل أن تستقل بالسيارة ثم اغلق هو الباب والټفت من الجهة الأخرى وفتح باب مقعد القيادة واستقل بجوارها منطلقا بالسيارة في طريق منزل خالته 
في صباح اليوم التالي 
عدة طرقات منخفضة على الباب بفعل يدها الصغيرة لكن لا يوجد إجابة من والديها ! ظلت واقفة أمام الباب وهي تزم شفتيها بعبوس وتفكر بتردد اتفتح الباب وتدخل أم تستمر في الطرق إلى أن يستيقظوا لكن بفطرة الأطفال في عدم الصبر قررت أن تدخل وقفت على أطراف أصابع قدمها ومدت يدها لمقبض الباب وفتحته ببطء وحذر أدخلت رأسها فقط من خلف الباب تلقى نظرة عليهم فوجدتهم نائمين بعمق في الفراش والدها ينام على ظهره واضعا كفه أسفل رأسه بوضيعة نومه المعتادة وأمها تنام على آخر الفراش مولية ظهرها لأبيها ابتسمت بخبث طفولي واندفعت نحو الفراش وصعدت عليه واستقرت في المنتصف بينهم ثم اقتربت من والدها وقالت بصوت منخفض 
بابي 
لم يستيقظ فمدت كفيها الصغيرتين ووضعتهم فوق صدره تهزه برقة متمتمة 
بابي بابي اصحى 
فتح عيناه تدريجيا وبمجرد اتضاح صورتها كاملة أمامه ابتسم بحب واعتدل في نومته ثم انحنى عليها لاثما وجنتها متمتما بصوت مازال يحمل أثر النوم 
صباح الورد يا هنايا 
ضحكت لأبيها بحب مماثل وقالت 
اتأخرت على الشغل 
اتسعت ابتسامته وفغر عيناه بدهشة مصطنعة واردف 
بجد هي الساعة كام !
التقط هاتفه وتفقد الساعة فوجدها السابعة صباحا عاد يجيب عليها غامزا 
لسا بدري يالئيمة إنتي عايزة تمشيني ولا إيه !
هزت رأسها بالنفي واقتربت منه تهمس في أذنه مبتسمة في دلال طفولي
لا يقاوم 
خدني معاك يابابي 
اخدك معايا الشغل !! 
اماءت له بالموافقة وهي تطالعه بعينان لامعة كلها تشويق وحماس فرد عليها بحنو ابوي 
مش هينفع ياملاكي أنا هكون مش فاضي ومش هعرف اخد بالي منك 
هتفت هنا مسرعة بتوسل وعينان تحاول اتسعطافه من خلالهم 
هسمع الكلام وهفضل قاعدة ساكتة جمبك 
اطال النظر
بتعرفي تثبتيني إنتي ياقردة خلاص من غير زعل هاخدك
هييييه يعيش بابي
فتحت جلنار عيناها على أصواتهم وقبل أن تلتفت بجسدها ناحيتهم نزلت بنظرها تلقائيا إلى الفراش النائمة فوقه كيف جاءت هنا هي تتذكر جيدا أنها ليلة أمس نامت بجوار
ابنتها في غرفتها حتى لا تكون معه بغرفة واحدة ثم رفعت جزء من الغطاء ونظرت للداخل فإذا بها تجد أن حتى ملابسها ليست التي كانت ترتديها بالأمس ! اشتلعت عيناها بعد جالت بعقلها عدة أفكار جعلتها تتحول لجمرة
من النيران الملتهبة وثبت جالسة فجأة والتفتت نحوهم صائحة بغيظ 
عدنان 
ابتعدت هنا عن أبيها وحدقت بأمها في استغراب بينما هو فلم يستغرق الموقف أكثر من ثانية ليدرك سبب اشتعالها أجابها ببرود مجاهدا في إخفاء ابتسامته 
صباح الخير يارمانتي !
الفصل الرابع عشر 
اتساع عيناها كان ردا كافيا على جملته المغلفة بالهدوء المستفز صباح الخير يارمانتي !! يالك من مستفز كيف يمكنك التحدث بهذا البرود وكأنك لم تفعل شيء ! 
نظرت لابنتها التي تحدق بها بتعجب من ڠضبها فارتخت عضلات وجهها المتشنجة تدريجيا ورسمت على وجهها ابتسامة مزيفة تجيب عليه بمضض 
صباح النور ياحبيبي
ثم فردت ذراعيها لابنتها تحثها على الانضمام بحضنها ففعلت الصغيرة فورا هتفت جلنار بدفء 
صاحية بدري كدا ليه ياحبيبة ماما 
ردت هنا بحماس وفرحة 
بابي هياخدني معاه 
رفعت نظرها لعدنان وطالعته بنظرة مشټعلة ثم عادت بنظرها مرة أخرى لصغيرتها وقالت بوجه لطييف تماما على عكس نظراتها له للتو 
ياخدك
فين 
الشغل ! 
رفعت جلنار حاجبها باستغراب ثم ردت ببعض الجدية 
بس ياحبيبتي ده شغل وبابا مش هيكون فاضي يعني هتزهقي وحدك 
هزت رأسها بالنفي وقالت بإصرار 
لا أنا هقعد مع بابي ومش هبعد عنه 
وهو بابي يقدر يبعد عن ملاكه لحظة أساسا 
وقعت عيناه بتلقائية على جلنار فوجدها ترمقه بنفس النظرات الڼارية لو كانت النظرات ټحرق لحرقته مكانه أخفى ابتسامته المتسلية وهتف محدثا ابنته لكن نظراته معلقة على الأخرى 
يلا ياهنايا عشان نقوم ونساعد ماما في تحضير الفطار وبعدين نلبس ونمشي 
هنا بسعادة وحماس 
يلا ياماما 
جلنار وهي لا تزال معلقة نظراتها على عدنان 
حاضر ياحبيبتي 
استقامت من الفراش وتوجهت إلى الحمام وهي تتوعد له بينما هو فظل جالسا مكانه والصغيرة توقفت وانصرفت متجهة إلى غرفتها تفتح خزانة ملابسها الصغيرة تفتش بين ملابسها بحماس طفولي عن ما سترتديه 
دقائق قليلة حتى خرجت جلنار من الحمام وقفت وتطلعت له بغيظ واندفعت نحو باب الغرفة حين لم تجد ابنتها أغلقت الباب وعادت له ثائرة تطرح السؤال الأهم من الطريقة المعروفة التي جاءت بها إلى الفراش بجواره 
أنا مكنتش لابسة كدا إمبارح قبل ما أنام إنت عملت إيه ! 
توقف من الفراش ببرود أعصاب تام وأجابها 
معملتش حاجة 
جلنار 
لا والله امال مين اللي غيرلي هدومي !!
عدنان بنظرة وقحة وابتسامة لعوب 
أنا 
ما تاخدي بالك بسبب إن النوم كان غالب عليكي المايه اتكبت على هدومك للأسف فجبتلك حاجة تلبسيها من الدولاب وكنت هطلع واسيبك تغيري وتلبسي بس إنتي اللي ندهتي عليا وقولتيلي تعالى ياعدنان ساعدني وأنا عشان قلبي طيب مقدرتش اشوفك محتجاني وملبيش طلبك وضعفت وساعدتك
رغم أن كل ما رواه لم يكن يستدعي الضحك أبدا لكنها اڼفجرت ضاحكة ضحكة تحمل السخرية والاستنكار ظلت تضحك لنصف دقيقة تقريبا حتى توقفت قليلا وقالت من بين ضحكها بلهجة تحمل الاستهزاء 
كنت نايمة والمايه وقعت على هدومي وإنت ياعيني كنت هتسبني اغير وتطلع برا عشان إنت محترم أوي طبعا روحت أنا ندهت عليك وقولتلك ياعدنان تعالى ساعدني ده أنا اللي قولت كدا صح ! وطبعا زوجي البريء والمضحى والجميل ساعدني مضطر عشان ميرفضش طلبي ! 
رد عليها بنفس البرود وهو مبتسم 
بظبط كدا اضطريت إنتي عارفة أنا دايما بحب اساعد المحتاج
اختفت ابتسامته
في لحظة وتحولت للوجه الآخر الذى كان كله ڠضب وغيظ ولکمته في صدره پعنف صائحة به بوجه أحمر من فرط الڠضب 
وقح وقليل الأدب إزاي تقربلي هااا أنا قولتلك مليون مرة متلمسنيش 
فشل في كتم ضحكته التي انطلقت بسيطة من بين شفتيه ثم انحنى بوجهه عليها وهمس في مكر أشد قاصدا إثارة أعصابها أكثر 
مټخافيش كنت مغمض عيني 
عدنان
صيحة شبه عالية انطلقت منها وهي تشتعل من فرط الغيظ ثم دفعت يده عنها ورفعت سبابتها في وجهه تحذره بسخط حقيقي 
إياك تقربلي تاني فاهم ولا لا واحد متحرش 
ثم استدارت واندفعت مسرعة إلى خارج الغرفة وهي عبارة عن جمرة نيران متوهجة بينما هو فعاد كلمتها الأخيرة ضاحكا باستنكار 
متحرش !!!
يعرف ويتجاهل يفهم جيدا مدى الألم الذي اعاني
منه لكنه يبعدني عنه لا يحبني ولن يفعل ! لم تكن كلماته بالأمس في سياق الحديث بل كان يقصد كل حرف وكلمة تفوه بها كان لدي بعض الشكوك حول معرفته بمشاعري تجاهه ولكنني الآن تيقنت من شكوكي لم يكتب لتلك المشاعر الحياة كنت فقط اتبع وهم منذ البداية متأملة انني بيوم قد افوز بقلبه ويصبح لي لكنني كنت اتوهم وخلقت عالما مزيفا تعايشت فيه بمفردي ومن الواضح أن الآن يجب على مغادرته هذا العالم لا يناسبني وليس لي ! 
كانت تقف أمام المرآة تستعد للخروج
قد ارتدت بنطال أبيض اللون يعلوه كنزة من اللون الأسود وفوقها جاكت من اللون البني وتركت خصلات شعرها تتطاير بحرية على أكتافها وظهرها 
خرجت من غرفتها واتجهت إلى أمها الجالسة على الأريكة أمام التلفاز تشاهد إحدى البرامج الصباحية انحنت عليها وطبعت حانية على وجنتها متمتمة 
صباح الخير يافوفا 
التفتت ميرفت لها برأسها وردت بإشراقة وجه من رؤيتها لابنتها وهي كلها نشاط وحيوية هكذا 
صباح النور ياحبيبتي على فين كدا 
معايا محاضرة في الكلية هروح احضر بما إني ليا فترة مش بروح الجامعة 
ميرفت بحنان أمومي 
طيب ياحبيبتي روحي وخلي بالك من نفسك 
اماءت لها بالموافقة واستدارت بجسدها تهم بالانصراف لكنها توقفت مجددا وأخذت نفسا عميقا قبل أن تستدير مجددا نحو أمها وتقول
بوجه جامد 
صحيح كلمي طنط نرمين وقوليلها إني موافقة 
وقعت الكلمات على ميرفت وقع الرعد حيث قالت پصدمة حقيقية امتزجت ببعض الفرحة 
موافقة على رائد ! 
أيوة ياماما ولما ارجع نبقى نكمل كلامنا أنا همشي دلوقتي عشان مستعجلة 
ميرفت بسعادة غامرة 
طيب ياحبيبتي روحي عشان متتأخريش ترجعي بالسلامة أن شاء الله
كانت فريدة تقف بالمطبخ تقوم بتحضير كوب من القهوة لها ولم تشعر بأسمهان التي تسللت من خلفها ووقفت خلفها مباشرة هاتفة بصوت منخفض أقرب للهمس 
قريب أوي هتكوني برا القصر ده وابني بنفسه اللي هيرميكي منه
انتفضت فريدة بفزع على أثر
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 86 صفحات