الإثنين 23 ديسمبر 2024

روايه امره العقاپ جميع الفصول بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 35 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 


بجوارها لم تتركها تماما كأمها وكانت جلنار تتردد على منزلها كل آن وآن بعدما تركت العمل في منزلهم فور ۏفاة أمها 
خرجت خلفها وجلسا على
الأريكة الكبيرة في الصالون فقالت انتصار بنبرة مشفقة 
كلي إنتي مكلتيش حاجة يابنتي 
جلنار برفض 
مليش نفس يادادا 
احنا مش اتفقنا إنك تمسكي نفسك قدام البنت ياجلنار 

مقدرتش والله من غير احس لقيت دموعي نزلت 
تنهدت انتصار مبتسمة ثم قالت بوضوح وصراحة تامة وهي مثبتة نظرها عليها بثقة 
اللي يشوفك خاېفة عليه بالشكل ده ميشوفكيش وإنتي عايزة تتطلقي منه 
ارتبكت قليلا وردت عليها بحزم 
دي حاجة ودي حاجة الاتنين ملهمش علاقة ببعض
انتصار ضاحكة 
لا إزاي ملهمش علاقة ببعض !! ده إنتي من ساعة ما رجعتي من المستشفى وإنتي دموعك موقفتش وده معناه حاجة
واحدة هي إنك بتحبيه
رمقت جلنار انتصار بدهشة امتزجت بالتوتر الذي سرعان ما حاولت إخفائه وهي تهتف نافية بجفاء 
لا طبعا مش بحبه !! أنا بس زعلانة على الوضع اللي هو فيه وطبيعي ازعل
في الأول والآخر هو أبو بنتي بعدين بحبه إيه يادادا إنتي كأنك متعرفيش اللي بينا
انتصار بابتسامة مستنكرة 
عارفة وعشان كدا مستغربة ! عموما ربنا يقومه بالسلامة يارب 
همهمت جلنار بخفوت وصوت يكاد يسمع 
يارب
على الجانب الآخر من العالم بمدينة كاليفورنيا بأمريكا 
انتهى الاجتماع أخيرا وخرج الجميع تباعا من الغرفة وقفت نادين وحملت أوراقها واشيائها تهم بالانصراف لكنه قبض على رسغها يجبرها على
الجلوس ويهتف بجدية 
اقعدي احنا لسا مخلصناش كلامنا
ردت عليه بقسۏة غير معهودة منها 
بعتقد انو خلص ممكن تترك إيدي
تأفف حاتم بنفاذ صبر ثم هب واقفا واتجه نحو باب الغرفة في خطوات قوية واغلق الباب پعنف ثم عاد لها وهتف بشيء من العصبية 
نادين أنا خلقي ديق وإنتي عارفة كدا اتكلمي وقولي إيه اللي حصل 
طالعته بابتسامة ساخرة وهدرت بعد ثواني معدودة من التحديق به في عدم اكتراث 
وأنا مو طلبت منك تهتم بشو مضايقني إنت ياللي سألت وأنا رديت وقلتلك ولا شيء 
حاتم پغضب 
ياسلام امال إيه موضوع الصور ده وكذاب ومعرفش إيه !!
نادين ببرود تام وهي تهم بالانصراف 
بتقدر تعتبرني ما قلت شيء
القت بجملتها واندفعت نحو الباب في خطوات سريعة فلحق بها وجذبها من ذراعها هاتفا بسخط 
أنا لسا مخلصتش كلامي يانادين 
نظرت ليده المقبضة على ذراعها بقوة فاشتعلت نيران ڠضبها وصاحت به منفعلة
وهي تسحب يدها من بين قبضته 
وأنا بالنسبة إلي الكلام خلص ياحاتم ما تنسي حالك وتقربلي بهاي الطريقة مرة تاني عم تفهم ولا شو !
رفع حاجبه في استنكار ملحوظ بنظرته من أسلوبها الجديد ولاحت ابتسامة متسلية فوق ثغره على عكس حالته الغاضبة منذ قليل 
وجدته يتقدم نحوها بخطوات متريثة وتلك الابتسامة المريبة تزين وجهه ارتبكت وتوترت بشكل ملحوظ وبشكل تلقائي منها تقهقهرت للخلف وهي تهتف بتحذير سخيف وترفع سبابتها المضطربة مثلها تماما في وجهه 
لا تقرب حاتم لا تقرب قلتلك !!
لا يبالي لتحذيرها اللطيف كان هدفها بث الخۏف بهذا التحذير ولكنها فعلت العكس ظلت تتراجع وقد نست أن نهاية هذا الاتجاه هو الحائط فاصطدمت بظهرها به والتفتت برأسها للخلف تتطلع للحائط بتوتر ثم عادت برأسها إليه وحدقته بشراسة تليق بجمال أنثى فاتنة ورقيقة مثلها 
ازدردت نادين ريقها بارتباك واستحياء ملحوظ على وجهها ابتسامته ونظراته أذابتها في لحظة كقطعة ثلج وضعت فوق النيران ظلت تتأمله بهيام ولسانها انقعد فلم تتمكن من الرد عليه استمرت فقط في التحديق به مسلوبة العقل 
ابتسم باتساع اكثر حين رأى سكونها التام واستسلامها وهي تتطلع إليه بعينان شاردة فغمز لها بعيناه البندقية وتمتم شبه ضاحكا 
شششش سرحتي في إيه 
فاقت من رحلتها القصيرة على أثر صوته وغمزته فزاد توترها وخجلها أكثر وبعفوية وضعت يديها الناعمتين على صدره ودفعته بعيدا عنها فارتد هو للخلف وهرولت هي نحو الباب تفر منه قبل أن يمسك بها مرة أخرى فتحت الباب وكانت على وشك الرحيل لكنها توقفت والتفتت له برأسها هاتفة بغيظ ووعيد حقيقي 
راح حاسبك على هاد الشي اللي سويته هلأ
تفوهت بتلك الجملة ورحلت فورا دون أن تغلق الباب حتى خلفها من فرط توترها بينما هو فضحك بخفة وهو يلوح بيده في عدم حيلة 
عودة إلى القاهرة في مصر 
أخرج آدم هاتفه من جيب بنطاله بعد ارتفاع صوت رنينه الصاخب قرأ اسم المتصل الذي ينير الشاشة ثم رد بخشونة صوته الرجولي 
هاا عملت إيه 
رد عليه الطرف الآخر بأسف 
للأسف يا آدم بيه لغاية دلوقتي مقدرتش أوصله 
صړخ
به بصوت جهوري لكن سرعان ما حاول إخفاض نبرته عندما تذكر أنه موجود بالمستشفى 
وهو أنا باعتك تدورلي عليه عشان تقولي مقدرتش اوصله بكرا عايز ده يكون قدامي وقبل ما البوليس يمسكه فاهم ولا لا 
أجاب عليه الآخر بنبرة متلعثمة قليلا تحمل القليل من الخۏف 
حاضر يابيه 
انزل الهاتف واغلق الاتصال ثم اتجه نحو أقرب مقعد وجلس فوقه قم رفع كفه ماسحا على وجهه متأففا بإرهاق وتعب لمح الطبيب يخرج من غرفة أخيه فتوقف وهرول مسرعا يلحق به قبل أن يرحل 
اوقف الطبيب وسأله باهتمام 
طمني يادكتور حالته تحسنت شوية ولا لسا زي ماهي 
لمس الطبيب نبرة القلق والارتعاد في صوت آدم فابتسم له وقال مربتا على كتفه بنبرة متفائلة 
للأسف لسا زي ماهي بس متقلقش إن شاء الله هيقوم بالسلامة ولغاية بكرا الصبح ممكن كل حاجة تتغير وحالته تتحسن ويفوق كمان 
تنهد آدم بأسى ورد في تمنى 
يارب متشكر جدا يادكتور
على إيه ده واجبي 
انصرف الطبيب وبقى آدم يقف بأرضه متسمرا في حزن ثم تحرك بقدماه نحو زجاج
الغرفة ووقف أمامه من الخارج ينظر لأخيه المتسطح على الفراش امعن النظر به في قلب منفطر للحظات حتى خرجت همسة تحمل في طياتها الوعيد وكلها ڠضب 
أنا شاكك في حد وصدقني لو طلع هو السبب في الوضع اللي إنت فيه دلوقتي ده مش هرحمه
خرجت فريدة من الحمام وهي تجفف وجهها بمنشفة صغيرة فصك سمعها صوت رنين هاتفها تحركت باتجاهه والتقطته تنظر للشاشة وتقرأ اسم المتصل الذي كان مسجل باسم لميا تأففت بخنق ثم حركت اصبعها على شاشة الهاتف لتفتح الاتصال
ورفعت الهاتف تضعه على أذنها تجيب بشيء من السخط 
خير 
نادر مبتسما بسخرية ونبرة لا تبشر بخير 
اخبار اللي لو حصله حاجة مش هترحميني عشانه إيه !! فاق ولا لسا 
ردت فريدة في استهزاء من سؤاله وبعصبية 
مهتم اوي يعني سيادتك مثلا تعرف وضعه إيه طيب يانادر عدنان حالته خطړة ودخل العناية المشددة ياترى إنت مرتاح كدا
ضحك ورد ببرود وفرحة داخلية 
جدا الحقيقة أنا اللي مش فاهمك هو مش انتي برضوا بتحبيني ومش بتحبيه امال ايه لزمة الخۏف ده كله عليه ولا بقى إنتي كنتي
مفهماني غلط وبتحبي عدنان
أصدرت زفيرا حارا بنفاذ صبر وردت عليه باستياء 
هو الكلام ده وقته دلوقتي يانادر بقولك حالته خطړة وممكن ميقومش منها وإنت بتقولي بتحبيني وبتحبيه و 
قاطعها بخنق وصوت أجش 
خلاص خلينا بالتخطيط والكلام دلوقتي خالص لما افوق وعدنان كمان يطلع من العناية وحالته تتحسن نبقى نفكر هنعمل إيه في المصېبة اللي نزلت فوق راسنا دي
انهت الاتصال دون أن تنتظر رده حتى مما جعله ينزل الهاتف من على أذنه ويتطلع إليه بشيء من الدهشة مبتسما بازدراء ثم هدر بغل ينبع من صميمه 
عدنان ! أصلا حاډث زي ده المفروض كان يوصل المستشفى مېت لكن هو بسبع أرواح 
ثم سكت للحظة يفكر بشيء وسرعان ما اڼفجر ضاحكا وهو يهتف بتسلي لمجرد مرور الفكرة على ذهنه 
كنت ناوي اخلص منك ياديدي ياحبيبتي بنفسي بس هسيبك للي مش بيرحم بجد وهبقى ضړبت عصفورين بحجر واحد خلصت منك وعدنان الشافعي دخل السچن
ثم انحنى على كأس الڤودكا الموضوع فوق المنضدة الصغيرة وسكب منه في الكأس البيضاوي ورفع الكأس لفمه يرتشفه كله دفعة واحدة ويهتف مستكملا ضحكه الشيطاني 
مجرد التخيل باللي هيعمله فيكي لما يعرف بخېانتك بيشعرني بالنشوة ياديدي
في صباح اليوم التالي داخل منزل نشأت الرازي 
يمسك بفنجان القهوة الصباحي المعتاد جالسا في حديقة المنزل على مقعد أمام طاولة بيضاء ودائرية مستمتعا بالأجواء الهادئة من حوله واللون الأخضر الذي يملأ نظره 
قطع عليه خلوته الصباحية اقتراب مساعده الخاص ووقوفه أمامه مغمغما 
صباح الخير يانشأت بيه 
صباح النور ياصلاح خير ! 
أردف صلاح بنبرة جادة تحمل القليل من التعجب 
هو سيادتك متعرفش آخر الأخبار 
نشأت بحنق متأففا 
لا معرفش اتكلم علطول من غير مقدمات في إيه ! 
عدنان الشافعي عمل حاډث خطېر امبارح وهو في العناية المشددة دلوقتي 
كان فنجان القهوة في فمه يرتشف منه فأخرجه فورا وهو يبتلع القهوة التي في فمه بزعر ثم اسنده
على الطاولة في قوة وهتف پصدمة 
حاډث !! وإزاي متقوليش من امبارح يابغل أنت ! 
صلاح معتذرا ببعض الاضطراب 
ياباشا أنا يدوب لسا عارف الخبر ده دلوقتي وأول ما عرفت جيت لسعاتك جري عشان اقولك 
نشأت بعصبية وهو يلوح بيده له في عڼف 
طيب خلاص خلاص قول كل اللي عرفته اخلص
عربية نقل خبطت في عربيته وحالته كانت صعبة أوي لما وصل المستشفى قبل العمليات وكمان اللي فهمته أن الحاډث ده مقصود والدليل أن آدم بيدور على سواق عربية النقل دي وقالب الدنيا عليه من إمبارح وبنت حضرتك هي والبنت الصغيرة حفيدتك قاعدين عند الحجة انتصار
توقف عند كلمة مقصود وعقله بدأ يعمل من لديه الغاية في التخلص منه حتى يدبر له حاډث كهذا ! سؤال طرحه على نفسه بتفكير وحيرة وبعد لحظات من الصمت القاټل خرج صوته وهو يملي تعليماته الصارمة على صلاح 
خلي حد من الرجالة يفضل ورا الموضوع ده ويعرفلي مين اللي دبر الحاډث ده أما أنت فعايزك تبقى ورا جلنار وهنا زي ضلهم لغاية ما نعرف مين اللي عايز يأذي عدنان وأياك عينك تغفل عنها لحظة واحدة فاهم ولا لا وأكيد مش محتاج أوصيك إنك متخلهاش تلاحظ إنك مراقبها وماشي وراها
هتف صلاح يقترح فكرة ليست سيئة
لكنها بائسة 
طيب ياباشا ما تخلي جلنار هانم وبنتها يقعدوا عندك في البيت هنا عشان تبقى قدام عينك ومطمن عليها اكتر 
تنهد نشأت بيأس وهدر بوجه عاجز 
ياريت يا صلاح بس هي مش عايزة تبص في وشي فكرك هتوافق تقعد معايا 
جرب ياباشا مش هتخسر حاجة
أصدر نشأت زفيرا حارا وتمتم 
روح أنت دلوقتي ياصلاح اعمل اللي قولتلك عليه بس
أماء له الآخر بالموافقة وهو يزم شفتيه ثم استدار وسار مبتعدا
إلى خارج المنزل بأكمله تاركا نشأت يحاول تخمين من الذي دبر ذلك الحاډث ومن جهة أخرى يفكر بابنته وحفيدته وقد بدأ القلق يتسرب لقلبه خشية من أن يلحق
 

 

 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 86 صفحات