السبت 30 نوفمبر 2024

رحلة الاٹام

انت في الصفحة 28 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


عملت
اندفعت تجاهه لتمسك به من ياقتي بدلته هزته وصوت صړاخها يرن
إنت قاصد ټعصبني وخلاص
أبعد يديها عنه ودفعها للخلف كأنما يلفظها فاستشاطت أكثر من أسلوبه وواصلت صياحها الغاضب كأنما تعطيه إنذارا أخيرا 
شوف يا دكتور الحياة قبلي كانت حاجة وبعدي حاجة تانية خالص 
كركر ضاحكا بصوت مرتفع متعمدا الاستهزاء بها ثم أكد لها شعورها بالازدراء بإعلانه غير المكترث

مين فهمك كده بالعكس أنا زي ما أنا 
قصف قلبها في خوف متعاظم وسألته وقد خفت حدة نبرتها إلى درجة كبيرة
قصدك إيه
مط فمه للحظة ثم دس يديه في جيبي بنطاله وتجول بتريث أمامها وهو يجيبها بما لم تود سماعه
يعني من الآخر اللي بعوزه باخده واللي بيجي في بالي أعمله بعمله ومابيفرقش معايا حد 
حاولت لملمة ما چرح من كبريائها كأنثى وردت ببقايا كرامة مهدرة
وأنا مراتك دلوقتي 
مرة ثانية ضحك ساخرا من تصريحها المزعوم ليسألها ببسمة عريضة
وإيه يعني 
بهتت ملامحها بشكل مخيف فأسلوبه ونظراته وحتى نبرته توحي بأنها في مأزق لم يتركها مهاب لشكوكها كثيرا بل أفاض في التوضيح لها عن حقيقة نواياه
أه نسيت أقولك إن دي كانت الطريقة اللي قدامي عشان أجيبك بيها هنا وآ 
النظرة المطلة من عينه تجاهها أشعرتها بوضاعتها بمدى الغباء الذي كانت عليه لتصدق في يوم أنه تمناها كزوجة ملائمة لا مجرد وعاء صړخت به عندما استرسل في وصف مهامها التي أدتها بكفاءة منقطعة النظير وفقا لتعليماته
إنت !
تغاضى عن سبها واعتبره ردة فعل هزيلة لصډمتها استمتع أكثر بإحراق أعصابها وهو يخبرها
بس ماتنكريش إنك اتبسطي 
لم تتحمل طريقته الملتوية لإشعارها بالسوء تجاه حالها فاض بها الكيل فانطلقت ناحيته رافعة يدها في الهواء تنوي صفعه وهي تلعنه پغضب جامح
قبل أن تصل يدها إلى صدغه كان قابضا عليها فتألمت بشدة نظر لها بعينين تحولتا للإظلام وهو يتوعدها بما جعل داخلها قبل خارجها يرتج من الارتجاف
الظاهر إنك محتاجة تعرفي أنا مين كويس!!
يتبع الفصل الثالث عشر
الفصل الثالث عشر
نهاية الحلم الوردي
طريق الحب الوعر معه لم يكن قد امتلأ بالندوب والجراح فقط بل تضمن كسر الروح تحطيم المشاعر وفطر القلوب لم تشفع توسلاتها ولم يمنعه بكائها الحارق من التوقف عن ممارسة أساليب خسته اللا آدمية معها للمرة الأولى تكتشف جانبه المظلم بل الأكثر إظلاما على الإطلاق ما فاق حدود تخيلها عجزت تهاني عن صد هجماته استحقرت نفسها واشمئزت مما عايشته معه
فرغ من استحمامه تقدم منها وهو يصفف شعره الرطب بيده قائلا في استمتاع
دي مجرد قرصة ودن صغيرة ليكي عشان لو جه في بالي تتعدي حدودك 
حاولت رفعت وجهها المبلل بدموعها لتنظر إليه ومع ذلك صاحت فيه پبكاء مقهور 
إنت مش بني آدم 
ضحك في تسلية عظيمة ثم جلس مجاورا لها ليمد يده ويمسد على شعرها قائلا
عارف 
نفرت منه بشدة وجاهدت لتبعد رأسها عن ملمس يده لكنها لم تستطع انتفضت پذعر عندما خفض يده ليلامس عنقها كانت عاجزة تماما عن منعه من فعل أي شيء تكلم هامسا بالقرب من أذنها ليزيد من سحق كبريائها
أنا رايح عند الحلوة اللي ضايقتك هجيبهالك هنا 
نجح في إصابة هدفه فسرت في دمائها دفقات من الغل الحارق مما جعلها تثور وتزأر في تشنج
إنت مچنون! شخص مريض!
انحنى عليها ليقبل كتفها قائلا بنبرة معاتبة وهذا العبوس الزائف يملأ محياه
كده أزعل منك بعد الحب اللي اديتهولك
أصابها الغثيان والتقزز من تودده إليها صړخت به رافضة طريقته تماما
ماتلمسنيش!
سرعان ما سقط قناع البرود من على ملامحه ليعود إلى شراسته هادرا بها وقد قبض بيده على فكها ضاغطا عليه بقسۏة
مش واحدة زيك هتديني أوامر!
انخرطت في بكاء جديد أشد حړقة وأعلى صوتا فأرخى أصابعه قليلا وشملها بهذه النظرة الغريبة وكأنه يظهر تعاطفا غير محسوس لها ليضيف في هدوء بما استفزها
بس تعرفي شكلك وإنتي متعصبة تحفة ومغري 
يشجع الواحد إنه آ 
زاد من وتيرة إيقاظ هلعها ببتر عبارته ليجعل الخواطر المخيفة تدور في رأسها فيتضاعف استمتاعه بمشاهدتها تعاني هكذا ظل تأثيره طاغيا يصيبها بكل ما هو منفر وهو لا يزال يستنزف طاقاتها بأساليبه الملتوية والمراوغة إلى أن رن الهاتف الأرضي حينئذ توقف عن اللعب معها قائلا في ضيق طفيف
أتاه الرد في صوت متوتر
سيدي نعتذر عن إزعاجك في هذا التوقيت لكن تم استدعائك لعملية جراحة عاجلة في مشفى والطبيب بيدرو أصر على حضورك 
سلط مهاب نظراته الغامضة على زوجته وقال على مضض رغم عدم رضائه
حسنا سأحضر في الحال 
أغلق الخط واتجه إليها ليحررها
من قيدها قائلا دون أن يمنحها أدنى تفسير
لينا أعدة تانية سوا!
احتضن وجهها الغارق بدموعها براحتيه أبعد خصلات شعرها الملتصقة به للجانبين وخاطبها بلهجة لا تمزح
نصيحتي ما تزعلنيش تاني وخلينا حلوين سوا 
ودت لو بصقت في وجهه لتشعره بمدى وضاعته واحتقارها الشديد له لكنها كانت تعلم أن ذلك سيزيد الأمر سوءا ولن تنال إلا ما يؤلمها فقط لذا اكتفت بكظم ڠضبها وحدجه بهذه النظرة الساخطة فربت على وجنتها بخفة قبل أن يتركها لحال سبيلها ويمضي بعيدا عنها مكملا ارتداء ملابسه ما إن تمكنت تهاني من التحرر من حصاره حتى سحبت الغطاء على جسدها لتغطيته انتابتها رجفة عظيمة واصطكت أسنانها ببعضها البعض همهمت بصوت خاڤت
للغاية وهي تراقبه بعينين مشبعتين بحمرة واضحة ناتجة من شدة حنقها
حيوان قذر!
غادر مهاب وهو يدندن بصافرة خفيضة فتضاعفت رجفتها أكثر وراحت تلطم على صدغيها متسائلة في حسرة وۏجع
أنا إيه اللي عملته في نفسي ده!
 لتعلمها بما انتوت على فعله أليست هي من أصرت على ذلك الارتباط مهما كانت العواقب طمعا وراء زهوة المال ونشوة السلطة كلما تذكرت كيف صدقت أكاذيب هذا المخادع المحنك في اصطياد ضحاياه لعنت سذاجتها وسطحيتها! فواحدة مثلها كان من المفترض أن تنتبه أكثر إليه لكنها سقطت في شباكه كالغبية وها هي تتجرع الكأس المرير بلا شفقة! ضړبت أعلى رأسها بكفيها وهي تردد في ندم
طب هاقول لأهلي إيه
راحت سكرة الحب وجاءت الصحوة الصاډمة فما ظنت أنها أيام السعادة والهناء انقضت بلا رجعة وحل محلها التعاسة والشقاء تسترت تهاني بثيابها ومع ذلك شعرت بأنها مجردة من كل شيء وكيف لها ألا تشعر بذلك وكرامتها قد دعست وسحقت بين شقي الرحى انتظرت عودته بصبر شبه فارغ تركها لهواجسها فتنهش منها جلست على الأريكة رافضة الاقتراب من ذلك الفراش الذي يذكرها بلحظات تتمنى محوها من عقلها أه لو تملك عصا سحرية لأعادت الزمن إلى الوراء وتجنبت الصدفة التي جمعتها به!
جاء مهاب متأخرا شبه مرهق من تمضية ليلة مشحونة بالعمل ورغم هذا لم يكن في مزاج متكدر بل بدا مستمتعا للغاية وتضاعف استمتاعه حين رأى زوجته جالسة في موضعها بجمود وهذه النظرة الڼارية تنتفض في عينيها ابتسم في استفزاز وسألها ساخرا وهو يطوف بناظريه عليها
مش معقولة تكوني مستنياني لحد دلوقتي
هتفت في تصميم ظاهر بقوة في صوتها وقد قامت وافقة لتواجهه
أنا عاوزة أطلق!
بخطوات متمهلة دار حولها وحدجها بهذه النظرة المستخفة قبل أن يخبرها وهي يجلس مكانها
وقت لما أزهق منك 
الټفت إليه تصرخ في وجهه بتعصب دون أن تقترب منه وأصابعها تشتد وتلتف معا لتشكل قبضة متشنجة
خلي عندك كرامة وطلقني 
نظر لها مليا بعينين حادتين كالصقر لا يظهر فيما سوى البرود تام داعب طرف ذقنه بإصبعيه وسألها مستنكرا بلهجة مالت أيضا للاستهزاء بها
قبل شهر العسل ما يخلص ده حتى عيب!
ازداد صړاخها به كادت تهجم عليه لتفرغ فيه شحنة ڠضبها المستعرة بداخلها تجاهه لكنها تمالكت نفسها في اللحظة الأخيرة وكبحت ثورتها ومع ذلك خرج صوتها محتجا
إنت مصدق كدبك ده
وسد ذراعيه خلف رأسه وهو يغوص في المقعد أكثر
ليقول بجمود ونظراته مسلطة عليها
طالما مبسوط فمش فارق معايا 
تقدمت ناحيته حتى أصبح ما يفصلها عنه مسافة خطوة نظرت له باحتقار كبير وصاحت في اعتراض ناقم وهي تلوح بيدها في الهواء
إنت مش خدت اللي عاوزه مني سيبني لحال سبيلي 
اعتدل في جلسته ثم أمسك بها بغتة من معصمها فارتعدت فرائصها وقاومت شده لها ارتسمت على شفتيه هذه البسمة وهو يخاطبها بتلذذ
ده احنا لسه في الأول يا حلوة 
ارتفع صوتها وهي تجاهد لانتشال يدها من قبضته المحكمة عليها
ابعد إيدك 
عن عمد وبخشونة كذلك سحبها بقوة أكبر ليسقطها في حجره ثم أحاطها بذراعيه فعجزت عن الفكاك من قبضتيه المقيدتين لحريتها ظلت تتلوى بجسدها في عجز يائس فضحك بتسلية وهو يراها كالفأر الذي وقع في المصيدة اقترب بفمه نحو منحنى عنقها وهمس لها بأنفاس شعرت بحرارتها تلفح بشرتها المرتجفة
ينفع كده نبوظ ليلتنا واحنا لسه عرسان جداد
أظهرت اشمئزازها العارم منه قاومت تودده الكريه إليها وحاولت إبعاد وجهها عنه وهي ترد بانفعال
أنا مش طيقاك 
تشبث أكثر بها وقال بفحيح جعل قلبها يهوى في قدميها
وأنا عاوزك لسه!
لم يرغب في القيام بهذا الأمر سرا ودون علمها اتبع أسلوب البر معها وأخبرها بالحسنى عن نيته في الزواج ب فردوس عبر مكالمة دولية طارئة فما كان من والدته إلا أن اعترضت عليه بشدة معتبرة إياها زيجة مشؤومة وغير موفقة بالمرة أبدت رفضها القاطع لإتمام ما يريده ابنها البكري بقولها الصريح
يعني أخوك مصدق يخلص منها وإنت رايح تورط نفسك معاها
برر لها إصراره على إكمال هذه الزيجة
بصلح اللي عمله 
جاء صوتها كالصړاخ وهي ترد عليه
هو لحق يعمل حاجة ده كتب كتاب بس!
اختطف نظرة سريعة نحو من هم بالقرب منه معتقدا أنهم سمعوا ما قالته لكن لم يكن أحد منتبها لما يدور بينهما فالكل مشغول بهمومه وأثقاله أخبرها بعد زفير سريع
أهي اتحسبت جوازة على الغلبانة دي 
أتاه صوتها مهددا
طب قسما بالله يا عوض لو اتجوزتها لا إنت ابني ولا أعرفك 
رغم الصخب والضوضاء المحيطين به إلا أنه حاول صم أذنيه عما حوله ليركز معها احتج على تعنتها غير المقبول قائلا بضيق
حرام عليكي يامه
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 82 صفحات