روايه ميراث الندم (جميع الفصول كامله وحصريه)
وضمھا للصغير فلا تتوقف عن تقبيله زارعه قبلانها على كل انش بوجهه الناعم الجميل واشتياق موجع لرائحة الغائب به
وحشتك يا معتز تيتة وحشتك يا معتز
يومئ لها برأسه كإجابة لقولها فتزيد عليه يغمرها بحنانه وكأنه رجل كبير وواعي
تدخلت جليلة بينهم امام صمت ابنتها التي تشاهد هي الأخرى بتأثر
براحة يا واد على جدتك دي مش حملك ولا حمل عمايلك يا للي واكل عجل الكل انت
عنده حج ياكل عجل الكل لهو انتوا عنديكم حد بالحلاوة ولا الطعامة دي
رددت خلفها جليلة تدعي العتب
وه
وه شوفي المرة وكلامها اللي يغيظ ليه يا ختي حد جالك عيالنا عفشين ولا الحلاوة عنديكم انتوا وبس
ايوة الحلاوة عندينا احنا وبس
مجولتليش ياما ايه اخبار الجماعة وعمي فايز سكت على كدة ولا برضوا مصمم على جيته
لا يا بتي عمك ما سكتش ولا هما كمان ساكتين ع العموم النهاردة عندنا جلسة كبيرة على موضوع البيت وعمك مجمع الكبارات اللي راح اشتكالهم عشان يجيبوا حجه
تسائلت نادية بعدم تصديق
طب وبعدين يعني هما ممكن يحكموا برجعته معجولة ياما
ومش معجولة ليه دا راجل صاحب حج دلوك وهما لو حكموا بغير كدة يبجوا ناس ظلمة يا نادية وربنا ما يرضاش بالظلم
تدخلت جليلة بسؤالها
طب انتي مش خاېفة يا خيتي لياجي هو والمدعوجة مرته الحرباية ويكتموا على نفسك متأخذينيش يا يعني بس دا بلوة ومرته بلوتين
ولا يكونو مية بلوة حتة يجوا ويبرطعوا في البيت براحتهم شالله حتى ياخدوا الحيطان ويمشوا بيها على كيفهم
على كيفهم كيف ياما
خرج السؤال من نادية لتردف بما يجول برأسها من قلق وهواجس
بصراحة بجى انا خاېفة عليكي مين هيحميكي منهم ولا من شرهم جدي مسكين وراجد بين الحيا والمۏت وجدتي سکينة دي كمان حالتها لا بتصد ولا تجدر ترد وان كان على عماتي ولا عيالهم فدول أكيد هيطردهم زي ما جال يبجى ايه باجي تاني حن عليكي اجعدي معانا هنا البيت هنا كبير ويساعي من الحبايب الف
واسيب بيتي لا يا نادية لا انا بالضعف ده ولا عمك فايز بالجوة دي اللي تخليني اخاڤ منه اسأليني انا عنه انا اكتر واحدة فاهماه
يتبع
الفصل الحادي عشر
اكتمل عدد الحضور من الرجال من وجهاء العائلة
بعد ان حرص فايز على إحضارهم بنفسه ليبتوا في امر رجوعه للمنزل وكي يتمكن من وضع يده على الأملاك الأخرى بعد أن كانوا شاهدين قبل ذلك على هذا الأمر المشين في حرمانه من امتلاك المنزل في جلسة كهذه بفعل مباشر من والده الذي يرقد في المشفى الان
اليوم جالسا بثقة فاردا ظهره بعزة ينظر لدلوف أبناء شقيقاته اخيرا واحدا خلف الاخر ونظرات قاتمة يواجهها منهم فهم اليوم يعرفون مصيرهم جيدا فور ان يضع يده على المنزل بصعوبة أخفى ابتسامته وهو يتخيل مشهدهم بعد اصدار الحكم من الكبار بعد قليل لصالحه وقتها لن يتأخر عن طردهم مباشرة دون انتظار ولن يلومه أحد
استدرك لاستمرار الأحاديث بين الرجال رغم اكتمال كل شيء ليهتف بأكبر الموجودين سنا
عم رحيم انا بجول نبتدي بجى مش عايز أخركم اكتر من كدة خلينا نخلص
سمع منه الرجل ليدق بعصاه الخشبي على الأرض بقوة بأمر مباشر الى الجميع
الكل يسكت خلونا نبتدي الجلسة
على الفور توقفت الأصوات والټفت الرؤس نحو الرجل الذي توسط الجلسة بإجلال واكبار يوزع ابصاره عليهم فرد فرد لليتأكد من صمتهم وقد عم الهدوء المكان فقال بصوت يحمل الوقار والهيبة رغم تقدمه في السن
عايز الكل يجعد ساكت وينتبه كويس للي جاي ومهما كان الكلام تجيل ولا ميعجبش حتى برضوا مفيش اعتراض مش عايزين الهرجلة اللي تمت المرة اللي فاتت تتكرر تاني انا المرة اللي فاتت مكنش ليا حكم في وجود عبد المعطي ربنا يقومه بالسلامة يارب لكن النهاردة مفيش حجة سامعني يا سند وانت يا عيسى وانت الاهم يا فايز
بعنجهية تثير الدهشة رد الاخير
وانا ايه اللي يعصبني يا بوي انا المرة دي جاعد مأدب عشان سايب حجي في يدكم يبجوا هما بجى اللي يمسكوا نفسهم
امتقع الاثنان يناظرنه بمقت حتى ارتسم على الوجوه خطوطا طولية مشتدة ورغبة عدائية تصرخ بها الأعين في انتظار الإذن أما العم رحيم فقد لاح على جانب شفته شبه ابتسامة متهكمة اخفاها على الفور قبل ان يقول
زين يا فايز العجل ده ياريت تكمل على بجية الجعدة اكدة
صمت برهة الرجل قبل ان يردف
اظن كل اللي في الجاعدة عارفين بمشكلتك يعني مش محتاجة
شرح ومدام المجلس مجتمع للبت في المشكلة يبجى يحضر المدعي والخصم المدعي هو انت طبعا والخصم هما عيال اختك مندوبين عن امهاتهم مش كدة برضوا
وجه الأخيرة نحو الاثنان فتكفل سند بالرد باندفاع
ايوة يا عم رحيم بس احنا بجى
استني يا ولدي
هتفت بها الحج رحيم مقاطعها له كي يتوقف قبل أن يفاجئه
بس احنا كدة ناجصنا عضو!
باهتمام شديد اعتلى وجوه الثلاثة حتى ردد عيسى بالسؤال
جصدك على مين يا عم رحيم مين اللي ناجص منينا
انا يا عيسى
صدرت من مدخل المجلس ليلتف الجميع نحو التي ولجت فجأة تتقدم بخطواتها نحو الداخل بثقة غير عابئة بأنها الأنثى الوحيدة وسط عدد كبير من الرجال ذهبت عينيها نحو سند حين لفظ بكنيتها مستغربا
مرت عمي
تغاضت عن الرد لتكمل بنظرة ثاقبة كالسهم التقت بعيني من يصنف بأنه زوجها وقد ضاقت عينيه يطالعها بارتياب لا يصدق هذه الطلة المباغتة له بجرأة لم يعتادها منها طوال معرفته بها من وقت ميلادها على الأكيد وتربيتها امام عينيه
تعالي يا بتي اجعدى جمبي
قالها الحج رحيم يشير على مكان مجاور له على الاريكة الخشبية بعد أن أمر أحد ابناءه الحاضرين بالنهوض من جواره لأجلها
وقبل ان تصل إليه صدر صوت فايز بإحتجاج
تجعد فين ايه المسخرة دي يا عم رحيم احنا جاين في ايه ولا ايه
تجاهلت رفضه وكأن صوته لم يصل لأسماعها من الأساس لتتخذ مقعدها بجوار الرجل الذي تولى الرد بحزم
نجي كلامك يا فايز مفيش حد فينا له في المسخرة سليمة حاضرة عشان هي طرف اساسي في الموضوع
ذهب الظن لصفتها بأنها أم الراحل صاحب المنزل حتى عبر عيسى عن تأثره
الله يرحمك يا حجازي يا غالي
تمتمت الافواه من خلفه بالترحم وذكر محاسن الغالي صاحب الأخلاق العالية حتى ضج فايز ليهتف غاضبا
ما خلاص بجى وخلينا نشوف ام البلوة دي
توجه سائلا للعم رحيم
دلوك اللي انا عايزة اعرفه ايه دخل انها ام المرحوم بالجعدة المهمة دي
جاء الرد منها صاعقا مدويا
جالك اني طرف ودي ملهاش دخل بأني ام اللي راح صاحب البيت لا دي ليها دخل بأني شريك اساسي انا شريك اصلي في البيت اللي بتتكلموا عليه
صدر صوت الهمهمات والتساؤلات ليعقب فايز باستخفاف ساخر
شريك! انتي سميتي الجزء الصغير من ورثك في ولدك بشريك
أجابت ببساطة
ومين جالك اني بتكلم عن الورث من ولدي الله يرحمه ويدخله الجنة بحج رضايا عليه يارب انا بتكلم عن ورثي في ملك ابوي الحج حمدين الدهشوري ما هو كان شريك في الأرض اللي اتبنى عليها البيت ولا انت متعرفش
اعتدل بجلسته بتحفز ليذهب عن ملامحه العبث ويحل محلها إجفال تام مع بودار ڠضب تلوح في الافق
حتى صدر صوت سند معبرا عن صډمته
ايه اللي بتجوليه ده يا مرة خالي ازاي يعني الكلام ده
همت تجيبه ولكن الحج رحيم اوقفها بإشارة من كفه ليردف موزعا أنظاره على الثلاثة
سليمة اللي بتجول عليه هو الصح يا ولدي جبل ما يتبني البيت ده من اكتر من خمسين سنة ويتعرف باسم جدك الله يشفي عنه هو كان في الأصل بيت ابوه عوض الدهشوري والد عبد المعطي وحمدين يعني الاتنين كانوا اخوات ولاد وبما أنهم ولاد فجيمة العدل في نصيب كل واحد منهم الورث كد بعض
لكن يا ولدي زي ما انتو عارفين حمدين ماټ في عز شبابه شهيد بيحارب ع الجبهة معظم سنين عمره جضاها في الحروب اللي خاضتها البلد عبد المعطي هو اللي كان بيراعي الأرض وكبر مساحتها لحد ما بنى البيت من كده وعرجه على اساس ان اخوه لما يخلص يسكن معاه لكن الجدر كان له رأي تاني وساب سليمة في بطن امها اللي ماټت هي التانية وهي بتولدها عشان يربيها عبد المعطي وسکينة وسط عيالهم
ايه القصة العجيبة دي
صاح بها فايز يذهل الجميع بصوته الذي ارتفع مع نهوضه ليتابع مستخفا
عاملين قصة ورواية احنا مالنا بالكلام ده انا اللي اعرفه حاجة واحدة هي ان البيت كان ملك ابويا جبل ما يكتبه للمرحوم ولدها ولا انت عايز تفهمني ان ابويا مكنش واخد باله منها دي
لأ يا فايز كان واخد باله وعارفها كويس
قالتها مدوية بوجهه تتابع بجرأة أذهلته
ابوك لما عمل الجلسة هنا مكنش بيتكلم عن البيت كله كان بيتكلم عن نصيبه وبس هو جالهالي بعد كدة واداني الورج اللي يثبت حجي جالي انا اتصرفت في اللي يخصني لكن نصيبك انتي يا بتي انا مينفعش اجرب منه
وانا شاهد
صدرت من الحج رحيم يضيف على قولها انا كنت شاهد على العجود زي ما كنت شاهد ع الحكاية من اولها
بدأ الإحتقان بداخله يصل إلى الذروة مع استيعابه للمعلومات الجديدة والتي تتدفق من الاثنان وكأنهم كانوا على اتفاق من البداية ليبدوا هو المغفل أمام الجميع وهذه المرأة التي تناظره بتحدي
وصوت الهمهمات الساخرة يصل لأسماعه حتى صاح كالمچنون
دي لعبة انا متأكد ان دي لعبة وعاملينها عليا بعد العمر