روايه سراج الثريا "كامله" للكاتبة سعادمحمد سلامه
رمقهم وهذا ليس إحتياج بل إنحواج فكرت
هنالك فرق بين الإحتياج التى تستطيع الاستغناء عنه طواعيه حتى لو كنت مرغما وفرق بين الإنحواج التى يجبرك أن تتنازل عن كرامتك من أجله مرغما بطواعية نظرت نحو طفلتها الواقفه امام باب الغرفه تهز رأسها كآنها قرأت أفكار والدتها كادت تنطق وتقول لها لا تنحني وتقبلي بأقل من حقك لكن سبقتها نجيه وإنحنت بهوان تلتقط بعض تلك النقود ثم إستقامت نظرت لها سعديه وسالت دموعها لم تستطيع أن تقول لها لا تذلي نفسك وتأخذي ذلك المال تعلم أنها فى إحتياجه ربما هي حالها أفضل من أختها لديها زوج وله وظيفة حكوميه ثابته عكسها هي ترملت پوفاة زوجها الذى كان يعمل غفيرا لأحد مصانع عائلة العوامري بۏفاته إنقطع مرتبهومعاش الحكومه لا يكفي لسد رمق طفلين لايام معدودةلم تنحني مثل نجية وظلت واقفه بشموخ ذهبت نحو ثريا التى تبكي قهراطفلة ترا ذل وهوان والدتها بسبب الإنحواج تمنت لو كانت فعلت والدتها مثل خالتها وما أخذت تلك النقود حتى لو كانت ماټت هي وأخيها جوعا كان أهون وأفضل لهما من ذاك الذل والهوان اللتان رأتهما بعينيهاوظل مرافق لهما
على صوت ذاك الطائر الطنان عادت من ذلك تشعر بدموع تسيل فوق وجنتيها لما تلوم والدتها على خنوعها ألم تقبل ذلك
لا
هي إعترضت لم تقبل بالخنوع وكاد ذلك يتسبب فى مۏتها وليتها ماټت ربما وجدت الثري أحن من قسۏة البشر تعلمت ان من يقبل الضعف والهوان يهلك قلبهوهي تحجر قلبها وأصبح صلدا كمثل عقلها
فى حوالي العاشرة صباح
بغرفة المعيشة
كانت تجلس ولاء معه يتحدثان ببعض شؤون العائلة الى أن دخل عليهما سراج يرتدي سروالا خاص بالفروسيه فوقه قميص أبيض ألقى عليهما التحية تبسمت له ولاء بمحبة مزيفة قائله
تعال إجعد معانا هبابه يا سراج
جلس سراج بينهما وضعت ولاء يدها على فخذ سراج وتبسمت قائله
نظر لها بإستفسار قائلا بكبر
ومين يقدر يقلل من هيبة العوامريه يبقى إختار نهايته
إنشرح قلب ولاء برد سراج القوي والشامخ بداخلها أكثر إنشراح وأمل ها قد عاد من سيجعل هيبة العوامري تعود بقوه أقوي عن ذي قبل أملها لم يخيب سراج هو الوحيد القادر على إرجاع سطوة العوامري رغم أنها لم تخفت لكن إهتزت بسبب لقيطة تظن أنها أصبحت ذات شآنتتحدي سطوتهالا سطوة العوامريه لابد أن تعود لمكانتها السابقة مجرد شحاذةغباء ورغبة غيث بها ظنت أن لها ثمنلولا أن خاڤت من أن تنال أكثر من تلك الأرض حين هددت باللجوء الى القضاء يفصل بحقها بميراث زوجها لما كانت وافقت عمران حين إقترح إعطائها تلك القطعه الصغيرة من الأرضفعلت ذلك ظنا انها لن تتركها تجني منها ثمرة واحدهمجرد وقت فقط كي لا تظهر جبروت العوامريه لكن مضي عامان وهي من تسيطر على تلك الأرضوذلك كثير عليها
ثريا
لوهله من الأسم خفق قلبه وهو يتذكر ذاك الإسم الذى رن بأذنيه قبل أياملكن تسأل
ثريا مين
أجابته ولاء
مرات قصدي أرملة غيثإبن عمتكبدرية وجوزها عبد المقصود إبن عمنا كمان يبجي سلفي
وثريا محتالة إستغلت ضعف عمتك بدرية هى جوزها ومكفهاش حزنهم وحړقة جلبهم على ولدهم الوحيد اللى إتجتل وضاع شبابه وخدت منهم الأرض بإحتيال إنها محاميه والقانون لعبتها بعد ما هددت إنها هتلحأ للقضاء عطناها الأرض دي نسد حنكها بيها غلطة مفكرناش كان الخزن مأثر علينا كلياتنا
شعر سراج پغضب قائلا
قصدك إيه بكانت بتستغل ضعف غيث معاها
تنحنحت ورسمت الحرج فسر عمران له قائلا
كانت بتغويه زي الغوازي وهو كان بيضعف جدامها
نظرت ولاء بإحتداد قائله
ياريتها كانت كيف الغوازي دي بتسحبه بكلمة منيها يلا مبجوزش عليه غير الرحمه ياما حاولت أجول له بلاش البت دي چعانه والچعان لما يشبع بيطمع
فهم سراج حديثها شعر پغضب جم وهو يقبض قبضة يداه يزداد فى قلبه شعور أن يقوم بتحطيم تلك المدعوة ثريا
حاول كبت غضبه ونهض قائلا
تمام أنا هعرف أرجع الأرض دي من تاني بس بلاش حد يدخل فى الموضوع ده
نهضت ولاء ببسمة أمل مشرقه وربتت على كتفه قائله بتصميم
لاه محدش هيدخل بس جولي كيف هترجع الأرض دي إحنا عرضنا عليها ضعف تمنها وهي طبعا طمعانه وهدفها هز كرامة العوامريه خاېفه يكون شكي صحيح ويكون لها هدف تاني عاوزه توصله
ضيق سراج عينيه وسالها بإستفهام
وإيه هو الشك اللى عندك هدفها إيه
أجابته
راجل تاني من العوامريه
لم يفهم قولها وطالب بالتفسير اجابته بتوضيح
تتجوز راجل تاني من شباب العوامريه تنصب عليه شباكها كيف ما فعلت مع غيث وياريتها صانت عشرته
إشتد الغيظ والڠضب بقلب وعقل سراج وزفر نفسه بسخونه قائلا
تمام الموصوع ده أنا هحله فى اقرب وقت الارض هترجع لسيطرة العوامريه دلوقتي أنا رايح الإستطبل بتاع الخيل
تبسمت له بإنشراح وهو يغادر بعدما حصل على مديحها وانه هو الأمل بعودة هيبة العائله بينما نظرت الى عمران قائله
شوفت فى الآخر عاد سراج لعشه من تاني جولت لك هو مش هيسيب الجيش الا لو إنتهم فى جضية متفبركه وجتها هيعرف إن إهنه هو المكان اللى له مكانه فيه كبير العوامريه رجع لداره من تاني
تبسم لها عمران موافقا يشعر بزهو
بمنزل السعداوي
فتحت عينيها على صوت مزعج لبعض أغاني عشوائيه أو مثلما يقول أخيهاأغاني مهرجانات
تبسمت تعلم طالما الصوت عاليا هكذا فإن والداها ليس بالمنزلنهضت من فوق فراشها خرجت الى الردهه تبسمت على أخيها الذى يقوم ببعض حركات الرقص العشوائيه مثل مغنين تلك الأغاني سرعان ما جذبها من يدها كي تشاركه ضحكت على أفعاله تبسم له بأخوهبينما فجأة إنقطع الصوتتوقف عن الرقص ونظر نحو تلك التى تقف بيدها ذاك الهاتف قائله بتوبيخ
لو أبوك اللى دخل دلوك وشافك بترقص إكده مش بعيد يطخك
شعر بتذمر وذهب نحوها أخذ الهاتف منها قائلا
هو حرام الواحد يفرفش شويه عن نفسهأنا داخل على ثانوية عامه كفايه دي تنكد عليا
تنهدت والدته قائله
فرفش بس بلاش بالرقص بالشكل دهكمان ناسى إن عمك مريض فى المستشفى
تنهد بإستياء قائلا
عمي فى المستشفىكفايه حزن أبوي عليهوبعدين حزننا عليه هيفيده فى إيه مكنتش كسرة رجل اللى مكبرينها أوي ديكلها كام يوم ويعاود من تاني يمشي كيف الحصانأنا رايح أوضتي فى ماتش هينذاع هروح أشوفه
تنهدت والدته ونظرت الى حنان قائله
شايفه أخوك معندوش إهتمام
تبسمت حنان قائله
صحيح هو هيعمل إيه لعميكفاية بابا أهو معاه طول اليوم يطيب خاطره ويخفف عنهده عمره ما عملها معانا وحد فينا مريض
نظرت والدتها لها بعتاب قائله
إنت عارفه إن بوك حنين و
وماذا هل تكذب على إبنتها أم على نفسها هو لا يظهر أي مشاعر حقيقيه نحوهم كآنهم مثل أي شئ بحياتهحتى كلمة مدح لها منذ ان تزوجته لم يقولها على سبيل الجبران
كآن كلمة جبران الخاطر ثقيلة على لسانه
شعرت حنان بالإستياء مهما كان بالنهايه والدها حتى إن كان ذو قلب قاسې
تنحنحت حين سمعت صوت رنين هاتفها داخل غرفتها نظرت نحو والدتها التى سألتها
مين اللى بيتصل عليك دلوك
ردت ببساطه
معرفش هروح أشوف مين عن إذنك
دلفت حنان الى غرفتها توجهت سريعا نحو مكان هاتفها وجذبته لكن كانت مدة الرنين إنتهت نظرت الى هوية المتصل خفق قلبهاكذالك إنخضت لوهله حين عاود رنين الهاتف لكن هذه المره كان بصوت وصول رسالهسرعان ما فتختها وقرأت فحواها
أنتظرك ب المكتبه بعد ساعه ونصف لا تتأخري
خفق قلبها بشده وهي تحذف تلك الرسالة كذالك تلك المكالمةوضعت الهاتف على الفراش تتنهد بترقب لابد أن هنالك سبب لإرساله تلك الرسالةعلى عجالة إرتدت ثيابها وخرجت من غرفتها توجهت الى المطبخ نحو والدتها المشغوله بتحضير الطعام قائله
ماما أنا رايحه قصر الثقافة اللى فى المركز
تركت والدتها ما كانت تفعله وسألتها
ورايحة دلوك ليه
أجابتها
الكتاب اللى كنت بدور عليه عشان رسالة الدراسات العلياكنت موصيه أمين المكتبه لما اللى كان واخده إستعارة يرجعه يقولى وهو اللى كان بيتصل عليا هروح بسرعة أجيبه وارجع قبل ما حد غيري ياخده
تنهدت والدتها بسوء قائله
المفروض كنت تاخدي الاذن من أبوك مينفعش تتصلي على أمين المكتبه يخليه معاها لبكره
زفرت حنان بضيق قائله
لاه يا ماما ممكن حد غيري يروح وياخده منه وهو ميقدرش يحوشه منه المشوار كلها ساعه ونص رايح جاي ومش هتأخر هجيب الكتاب وارجع مش هتأخر قبل ما بابا يرجع من المستشفى من عند عمي أرجوك يا ماما مش هتأخر
بتردد وافقت والدتها تخشى بطش وجدي لو علم بخروجها قائله
تمام بس بلاش تتأخري إنت عارفه باباك
تبسمت قائله
متقلقيش يا ماما مسافة السكة رايح جاي مش هتأخر
تنهدت والدتها بقلة حيلة
بعد وقت قليل بحديقة ذاك القصر
الثقافيمد آدم يده بذاك الكتاب أخذته منه حنانثم وقفت قريبه من ذاك السياج المطل على النيلنظر آدم الى تدفق مياه النيل قائلا
أنا خلاص قررت هفاتح سراج فى موضوع جوازنا لازم نكسب وقت
نظرت له بذهول قائله
آدم
قاطعها قائلا
مش هستني صدف يا حنانالمره دي الحظ لعب وعمك وقع على رجليه إتكسرت واتأجل موضوع إنه يتقدم لك رسميلازم نسبق قبل ما يخف وقتها هيرجع تاني فى طلبهوالواضح إن والدك موافق ومرحب بيهومتأكد لو أنا إتقدمت ليك دلوقتي والدك مش هيرفضوكمان لازم نجازف مش لازم نعتمد عالظروف والصدف كفايه إكده هفاتح سراج وهو هيعرض الامر على أبوي ومتأكد هيقنعهتار الډم إتوقف من كذا سنه بالصلح اللى تمدلوك معتقدش والدك هيعترضوكمان خليني أجازف ومتأكد هنوصل ونكون لبعض
نظرت له رغم الخۏف الساكن بقلبها لكن بداخلها أملتبسمت بإيماءة موافقه على المجازفة
بالمشفى الذى يعمل بها إسماعيل
بعد أن انتهي من كتابة إحد التقارير الطبية
شعر ببوادر صداع طفيفة
تبسم بمكر ونهض يعلم الى أين يتوجه ما هى الا دقائق ودخل الى الصيدليه الخاصه بالمشفى عيناه تتجول الى أن سقطت عيناه على ما يسر قلبه لكن إدعي الإجهاد والارهاق وتمثيل المړض قائلا
صباح الخير يا لصيادلة مصر تبسم كل الموجودين له عدا تلك التى نظرت له بلا مبالاة رغم خفقان قلبها
وقفت إحد الصيادله قائله
دكتور إسماعيل شرفت صيدلية المستشفى خير جاي زائر ولا
تبسم وهو