حكاية ست البنات بقلم نهى مجدي
تدوم هكذا فكم من فتاه تطلقت او ترملت ثم عادت لمنزل والديها فشعرت بالغربه وعدم القبول واذا تحملنى أبى اليوم فمن سيتحملنى اذا حدث له مكروه ومن سيتحمل نفقتى ونفقه ابنى فلن يستطيع اخى تحمل تكلفه بيته وزوجته وابنائه ويضاف اليها نحن ولن استطيع ان اطلب منه شيئا اذا لم يعطينى هوا وسأظل دائما اشعر اننى منكسره اسئل الناس كفافا حتى وان كانا والدى واخى فلن اتحمل ان اضيف لهمهم همى ولو اعطانى اهل عابد نقودا لتعففت نفسي عن قبولها ولاعتبرها ابى اهانه فطالما انا وابنى فى بيته فعليه ان يتحمل نفقتنا بالرغم من
يتحمل مسؤليتى فيرتاح هوا قليلا من عمله فى زراعه قطعه ارض صغيره عندما يدفع ايجارها لم يتبقى
استطردت فى تفكيرى حتى غلبنى النعاس ولكنى استيقظت فى الثالثه صباحا على صوت بكاء تميم كان بكائه شديدا فظننته جائع جلست وحملته لأرضعه ولكنى وجدت جسده ساخن بشده وقع قلبى وانسحبت روحى ولم ادرى ماافعل حملته وارتديت ملابسى وذهبت الدور الاول كان الباب مغلقا فمن عاداتهم ان يغلقوا الباب جيدا ويناموا فى الغرف البعيده عن اصوات الشارع طرقت الباب كثيرا لم يفتح احد كنت انتقل بين طرق الباب والنظر لتميم الذى صمت ولم يعد يبكى ولكن وجهه كان كقرص الشمس من السخونه والتوهج والاحمرار لم استطع الانتظار اكثر ففتحت الباب الحديدى الذى يطل على الشارع ولم ادرى ماافعل فلن استطيع الذهاب لبيت ابى فهوا فى الجانب الاخر من البلده وسيأخذ الطريق وقتا طويلا حتى اننى نسيت هاتفى بالأعلى ولم استطيع العوده لأحضاره والاتصال بأخى وقفت على الباب لا ادرى ماافعل حتى رئيت جارنا محمود يخرج من بيته مرتديا البذله العسكرية الخاصه بالجيش وكأنه ذاهب لثكنته العسكريه ركضت نحوه وطلبت منه إيصالى للوحده الصحيه الخاصه ببلدتنا من حسن حظى ان محمود والده عتالا لديه سياره ربع نقل ينقل عليها الأغراض ويأخذ مكسبه عندما رأنى محمود مڼهاره وباكيه وبين يدى تميم يتشنج من شده السخونه ركض واحضر السياره وركبت بجواره وانطلق مسرعا للوحده كانت هيا المكان الوحيد الذى سظل مفتوحا حتى هذا الساعه المتأخره من الليل عندما وصلنا نزلت من السياره وهرولت ناحيه غرفه الكشف ووضعت ابنى امام الطبيب وانا ارتعد وابكى حتى اننى لم استطع ان اقول له مايعانيه ولكن بمجرد ان رآه الطبيب حمله مسرعا ووضعه على سرير الكشف وعرف انه اصابته حاله تشنج نتيجه الزياده الكبيره فى درجه الحراره طلب من مساعدته إحضار حقنه خافضه للحراره واعطاها له مع وضع كمادات بارده على جبينه وتحت ذراعيه وبين فخذيه للإسراع فى هبوط درجه الجراره وكان يقيس له درجه الحراره كل خمس دقائق
وهدء إحمرار وجه تميم وهبطت درجه الحراره للمعدل الطبيعى لم يوافق محمود على الانصراف قبل ان يطمئن على تميم ويعيدنا للمنزل مره اخرى .
عاد تميم لحالته الطبيعيه ولكن اصر الطبيب على فحصه فحصا شاملا كنت مرتعبه وخائفه ان يرث ابنى مرض ابوه ولكن كان الله رحيما وطمئننى الطبيب انه بخير وان سبب ارتفاع درجه الحراره كانت بسبب عدوى فيروسيه ولكن تأخرى فى إعطائه خافض الحراره هوا ما جعل حالته تستاء ولكنه الان بخير ويستطيع العوده للمنزل ولكن مع متابعه أخذ الدواء فى موعده المناسب شكرت الطبيب حتى جف لسانى وشكرت محمود على مساعدته الكريمه وانصرفت معه حتى يعيدنى الى المنزل وينصرف هو حيث كان ذاهب .
كنتى فين وحصل ايه
تميم كان سخن اوى وخبط عليكم كتير محدش فتح فروحت وديته الوحده انتوا ايه اللى صحاكم
استطردت والده زوجى فى توتر
عمر
اللى صحانى قال سمع صوت تميم بيعيط وخبط علينا لحد ماصحينا طلعنا نجرى نخبط عليكم ملقيناش حد بيرد وحتى التليفون مش بتردى عليه
استدركت اننى نست هافتى فى الشقه ولم آخذه معى
نطق عمر لأول مره منذ دخولى وسئلنى پحده
روحتى مع مين
الټفت له فوجدته واقفا
وبجانبه داليا تجلس على المقعد فى تشفى واضح فأجبته بهدوء
لقيت محمود على الباب خليته يوصلنى
ضحكت داليا ضحكه
عاليه متهكمه وقاطعتنى
وانتى بقى اى حد بتلاقيه فى الشارع بتركبى معاه وتخليه يوصلك الساعه تلاته الفجر
نهرها عمر بصوت عالى ألجمها وألجم الواقفين وعيناه يتطاير منها الشرر وسئلنى پحده اكبر
ازاى تركبى مع حد غريب وتخليه يوصلك وازاى اصلا تخرجى من البيت فى وقت زى دا ومن غير أذن
كان الخۏف يملأ قلبى ولكننى تماسك واجبته بهدوء حاولت اتقانه
انا خبط على ماما كتير محدش رد وتميم كان بېموت كنت عاوزنى اعمل ايه
تكلمينى انا
قالها بسرعه وصرامه فرئيت داليا تكاد ټنفجر فى مجلسها ولكنها لم تستطع ان تنطق فهيا تعلم جيدا ان عمر فى غضبه لا يعرف أحد صمت ولم أجب فاستطرد جملته الاخيره بنفس الصرامه
مفيش خروج من البيت دا الا بإذن ودا آخر تنبيه
قالها وصعد لشقته ولحقت به داليا وهيا تنظر الي بكره واضح انتظرت حتى صعد وسمعت صوت الباب يغلق ثم جلست على اقرب مقعد واعطيت تميم لجدته واعدت ظهرى للخلف واغمضت عينى ...
الفصل الخامس
بمجرد ان انصرف عمر جلست على اقرب مقعد لا أقوى على الحديث ولا التفسير لأحد . فقط اغمضت عينى وارخيت جسدى للخلف ولم انطق . جلست والده عمر بجوارى محاوله تبرير موقف عمر كما تفعل دوما . ربتت بيدها على كتفى ففتحت عينى ولم اتحدث فبدئت هيا الحديث
متزعليش من عمر يا ميراس احنا كنا قلقانين عليكم اوى وقلقنا اكتر لما لقيناكى مبترديش على التليفون افتكرنا ....
وقفت عند ذلك الجزء من جملتها فانتصب ظهرى وفتحت عينى على اتساعها وانا اؤمئ لها برأسي لأحثها على الاستكمال
افتكروتوا ايه بالظبط
نكست رأسها للأسفل هنيهه ثم استكملت بسرعه كمن ألقى عن كاهله حمل ثقيل
افتكرناكى خدتى تميم ومشيتى
تعجبت من حديثها وذلك التخمين الذى لا دلاله له وسئلتها بدهشه