الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هبة وادهم (سجن العصفورة) للكاتبة داليا الكومي

انت في الصفحة 9 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


ادهم البسطاويسي من عيله كبيرة في الصعيد 
ادهم قطع الحوض عدة مرات برشاقه وفي النهايه قررالاكتفاء وغادر الحوض بقفزه واحده تناول منشفته وبدأ في تجفيف نفسه 
سؤاله فاجئها بتعرفي تسبحى 
هبه هزت راسها وقالت ايوه اتعلمت في المدرسه الحمام هنا فيه خصوصيه تامه لو حبيتى تسبحى في أي وقت اطلبي من عبير تجهزلك احتياجاتك فيه خصوصيه تامه فاهمه قصدى يعنى ممكن تلبسي مايوه براحتك 

هبه هزت راسها مجددا
انها لا تدرك ما هو سبب الم معدتها الدائم عندما تراه لكنها اصبحت متأكده الان انها لا تكرهه ابدا رائحة عطره خفيفة جدا بعد السباحه لكنها مازالت تؤثر فيها 
قوة شخصيته المسيطره المتكبره تجعلها مهزوزه امامه ادهم معتاد علي القاء الاوامر ومعتاد ايضا علي تنفيذ اوامره بدون نقاش
بكلمة منه كل حياتها تدار وترتب وبكلمة ايضا منه يستطيع ايقاف حياتها وتدميرها اذا هو اراد ذلك هى تدور في فلكه 
خصوصيتهم
قطعت عندما اختارت عبيرالعوده في
تلك اللحظه عبيرعادت بصينية فضيه فخمة عليها مرطبات ومآكولات خفيفة
هبه اخدت العصير وبدأت تشرب ببطء فجأه ادهم نهض بقوه وقرر مغادرة المكان بدون أي كلمة اخري
بعد مروراسبوع اخر هبه تحسنت تماما واستعادت صحتها بالكامل الم بطنها اختفي تماما ومجهودها عاد لطبيعته محڼة العملية انتهت اخيرا لم تترك لديها سوى ندبة صغيره طولها ثلاث سنتيمترات في بطنها وزكريات اقامتها الممتعة في القصر
اكتشفت غرفة الرياضة بجوارالمسبح غرفة مجهزه بأجهزه تماثل اجهزة افضل النوادى الرياضية لكن جرحها مازال حديثا والطبيب حذرها من المجهود قبل شهور حتى السباحة اجلها حتى يتعافي جرحها تماما
علمت ان ادهم سافرالي الصعيد في سفرة مفاجئه طوال الاسبوع الماضى منذ يوم مقابلتهم عند المسبح بالتحديد سألت الماس عن ميعاد رجعوهم للشقة لكن الماس للاسف لم يكن لديها اي اوامر جديدة فيما يتعلق بانتقالهم من القصر فاكتفت بقول لما ادهم بيه يأمر 
مر اسبوع اخروهبه تنتظراوامر ادهم الجديده عندما يئست من الانتظار طلبت من عبيرابلاغ ادهم برغبتها في مقابلته عبير ابلغتها انه سافر من الصعيد الي دولة اروبيه وسيغيب لمدة اسبوع اخر 
انتظرت مرور الاسبوع بصبر ان كان من المفروض عليها ان تعيش في السچن طوال عمرها فعلي الاقل ابسط حقوقها ان تختارزنزانتها بنفسها
صحيح القصر افضل بكثيرمن شقتها لاسباب لا تحصى ولا تعد يجعلها تشعر بالتمرد خاڤت من ان تتمرد علي حياتها القديمه فكل يوم تقضيه هنا يترك اثاره في روحها الخائڼه كلما عادت اسرع كلما استاطعت تقبل وضعها تقبلها السابق لحياتها كان كلمة السر التى جعلتها تبتلع مرارة وضعها
الټهديد باحتمالية رؤية ادهم يسبب لها الم غامض في معدتها تعجز عن فهمه هى الان لا تشعر نحوه بالكراهيه اذن فما هو ذلك الاحساس في معدتها كلما رأته او تزكرتةه 
في الحقيقة هى لم تكن تتعجل ابدا عودتها لشقتها لكنها ارادت ان تعلم متى ستغادر تلك الجنه التى ادخلها ادهم اياها 
اعتادت الجلوس في الحديقه بعد العصر لشرب الشاي وتناول الحلويات الفاخره التى تفننت فرحه الطباخة في تحضيرها كانت تنتظر الغروب يوميا وهى جالسة بالقرب من النافوره هنا علي الاقل عادت لرؤية العصافير وسماعها منذ يوم انتقالهم الي الشقة وهى مفتقده اصوات العصافير عند نافذة غرفتها 
كانت تحمل معها بعض الحبوب وتضعها لهم علي حافة النافورة الكبيرة التى تتوسط الحديقة وتجلس تراقبهم بالساعات وهم يأكلون بشهيه اصدقاؤها العصافير سوف يفتقدونها عند رحيلها 
اتفضلي يا انسه هبه
هبه رفعت عينيها فشاهدت عبيرتحمل قفص ذهبي بداخله عصفورة جميله ريشها بلون اصفر فاقع جدا مطعم بريش
صغير يحمل الوان مختلفه عند الذيل اجمل عصفوره شاهدتها في حياتها
عصفوره جميله ضعيفه محپوسه في قفص ذهبي تزكرت نفسها فورا عندما رأتها 
عبير اكملت الهديه دى وصلت ليكى من شويه مع وليد حارس ادهم بيه الخصوصي
ادهم ارسل لها هديه عصفوره ضعيفه تشبهها بدرجة كبيرة محپوسه في قفص ذهبي مثلها
ياتري اية رساله ادهم يريد ايصالها اليها بهديته 
عبير وضعت القفص علي طاولة جانبية في التراس المفتوح علي الحديقة الرئيسية لدقائق ظلت هبه تراقب العصفورة الحبوب كانت امامها بوفره لكنها لم تأكل هبه شعرت انها حزينة ووحيدة 
الذهب يحيط بها من كل جانب لكنه يظل سجن يمنعها عن حريتها 
العصفورة كأنها كانت تبكى سمعت صوت نحيبها الهامس حاولت لمس ريشها كى تواسيها ففزعت العصفورة منها وقفزت بعيدا عن لمستها
تعانى هى من الحرمان منها ربما العصفورة سوف تسعد بحريتها وتستعيد غنائها بدلا من بكائها 
بدون تفكير يدها التى حاولت لمس العصفورة اتجهت لباب القفص وفتحته علي مصرعيه فتحت الباب امام العصفورة للرحيل العصفورة ترددت لبعض الوقت ثم قررت ان تاخذ المخاطره وتغادر للحريه وطارت باندفاع 
فى نفس اللحظه هبه استدارت للعوده لداخل القصر شاهدت ادهم يقف عند مدخل التراس وهو يراقبها باهتمام 
هبه فتحت القفص بدون تفكير العصفورة نفسها ترددت قبل الطيران فورمغادرة العصفورة للقفص هى نفسها شعرت بالخۏف عليها احيانا يكون القفص حماية وليس مجرد سجن هذه العصفورة الجميلة الضعيفة ربما تتعرض للمخاطر بسببها هذه العصفورة ربما كانت محپوسة ومحمية طوال عمرها مثلها فهل ستستطيع ان تدافع عن نفسها وتعيش في العالم الحقيقي 
الندم ضربها بقوه لكن الوقت قد فات علي الندم وعندما استدارت للدخول للقصر للبكاء بمفردها علي غبائها وتسرعها في اطلاق سراح العصفورة شاهدت ادهم وهو يراقبها باهتمام شديد 
ادهم كان يقف متخشب علي مدخل التراس موقفها من العصفورة واضح و فهمه بشكل صريح هى اختارت ان تمنح العصفورة الشبية بها حريتها والذي اكد شكوكها ان ادهم لم يتكلم أي كلمه حتى انه لم يحيها وغادر التراس علي الفور 
بعد ساعتين ادهم استدعاها في مكتبه عبير اوصلتها لباب المكتب وغادرت فورا بدون ان تحاول مرافقتها للداخل
من الواضح ان ادهم كان سيء المزاج لان عبيركانت متوترة وهى تطلب منها الاسراع
ادهم كان يطالع بعض الاوراق خلف مكتبه لكنه نهض فور دخولها واشار لها بالجلوس علي مقعد
جلدى مريح امام المكتب
هبه جلست في المكان الذى اختاره لها وهى متوترة جدا
ادهم بادرها بالقول عبير بلغتنى انك طلبتى تقابلينى
هبه ردت بصوت منخفض خجول ايوه
ادهم سألها باهتمام خير
هبة تسألت بخجل انا كنت بس بسأل امتى هرجع شقة الزمالك 
وكأن ادهم كان متوقع لسؤالها هبه استنتجت ذلك من رده الفوري علي سؤالها
ادهم اجابها مباشرة انا طلبت بالفعل من عبيرانها تجهزك للانتقال من هنا
ارتياح ممزوج بالحزن احتلها بقوه عند سماعها لرده علي سؤالها فكرت بحزن خلاص هترجعى لزنزانتك يا هبه فعلي الاقل هنا كان يوجد بشړ للتواصل معهم بعكس الماس الرسميه الروتينيه هبه قضت معها 4 سنوات التواصل بينهما فيهم كان معډوم الماس جاسوس ادهم كما اسمتها هبه كانت مثل الرجل الالي فقط تنفذ التعليمات بمنتهي الدقة والاتقان 
اما هنا فهى تعرفت علي عبير مساعدتها الشخصية وعلي فرحه الطباخة وعلي سميرة رئيسة الخدم وغيرهم وكانت تستمتع بالجلوس معهم في المطبخ علي الرغم من اعتراضهم هى احبتهم وهم احبوا بساطتها وتواضعها 
كانت تري في اعينهم التساؤلات عن حقيقة وضعها لم يسألها احد منهم عن طبيعة علاقتها بأدهم وهى خاڤت ان تسألهم عن حدود معرفتهم بطبيعة علاقتهم المعقدة طالما تسألت اذا كانوا يعلمون انها زوجه ادهم ام لا 
هبه نهضت وفي نيتها الذهاب الي غرفتها والانتظارهناك متجنبه المزيد من رؤية ادهم حتى تنتهى الماس من التجهيز والاستعداد للرحيل لشقتها لكنه عندما اكمل جملته هبه عادت للجلوس مجددا من الصدممه 
انا طلبت بالفعل من عبيرانها تجهزك للانتقال من هنا وتبلغك انك هتسافري الصعيد معايا
اخر شيء توقعته هبه في حياتها ان يطلب منها ادهم السفرالي أي مكان معه وبالاخص الي الصعيد 
الړعب في ملامحها
جعله يقول پحده انتى مراتى قدام اهلي والحجج اللي عندى
خلاص خلصت ازاي انا لاربع سنين كاملين مش بعرفك عليهم في الاول اتحججت انك صغيرة وانى كتبت الكتاب بس ومنتظرك لحد ما تكبري شويه ونتم الجوازه
بس بطريقة ما والدى عرف انك عندى هنا وتوقع انك خلاص كبرتى وانى قررت احول جوازنا لحقيقه وصمم انه يشوفك وكمان عمل حفلة كبيرة يحتفل فيها بجوازنا الفعلي
مع كلامه هبه شعرت بالړعب الحقيقي 
ولتأكيد جدية قراره ادهم رفع هاتفه النقال واتصل بعبير يستدعيها للحضور عبير وصلت فورا وانتظرت تعليماته 
ادهم سألها جهزتى اللي قلتلك عليه 
عبير ايوه يافندم
ادهم امرها بترفع زى ما بلغتك قبل كده السفر بكره بدري واعملي حسابك هتسافري معانا حاضر يافندم
وفي اشاره من يده هبه فهمت منها ان المقابله انتهت وانه يأمرها بالانصراف عبير اخذت يد هبه التى مازالت تحت تأثير الصدممه وقادتها لخارج المكتب بلطف عبير وكأنها احست باضطرابها ربما من برودة يدها التى كانت متجمده في يدها او ربما من تعبيرالذهول المرتسم علي وجهها لكنها في النهايه اوصلتها لغرفتها بامان ومنعت عنها ڠضب ادهم الذى كانت ستواجهه اذا ما بقيت للحظة واحدة امامه 
بعد الفجر بساعة واحدة كانوا في طريقهم الى المطار
في سيارة سوداء ضخمة 
عند نزولها مع عبير استعدادا للمغادرة ادهم فتح لها باب السيارة ودعاها للركوب في المقعد الخلفي من السيارة وركب بجوارها من الباب الاخر عبير ركبت في المقعد الامامى بجوار وليد الحارس الشخصي لادهم السيارة الليموزين الفخمة كان بها زجاج سميك يفصل المقاعد الامامية عن الخلفية حيث يجلسون 
سيارة من سيارات الدفع الرباعى وبداخلها اربعة من حراسة ادهم المسلحين تبعتهم مثل ظلهم ادهم لم ينطق بحرف واحد طوال طريقهم للمطار لكنها لاحظت انه كان ېختلس بعض النظرات اليها عندما تكون تنظر من النافذة 
عند وصولهم الي المطارهبه صدمت عندما علمت ان ادهم لديه طائرة خاصة 
طائرة ادهم البيضاء الجميلة كانت في انتظارهم صغيرة لكن فخمة بطريقة مبالغ فيها كانت تستوعب اثنى عشر راكب فخامتها من الداخل تدل علي ثمنها الباهظ الذى من المؤكد ان ادهم دفعه فيها ادهم دائما يقتنى الاجمل ويحتفظ به لنفسه ويسخرامواله لامتلاك كل ما يريد حتى هى
المضيفة استقبلتهم عند الباب بضحكة مرسومه بإتقان 
ادهم وهبه جلسا في مقصورة خاصه الحراسه وعبير جلسوا في المقاعد الخلفية 
هبه لاحظت دلع المضيفة الزائد عن الحد وتدليلها لادهم الذي قابله ببرود وكأنه معتاد علي ذلك بحركة لا اراديه هبه امسكت حجاب شعرها ولمسته بإستغراب وهى تستعد للسفر في القصر عبير احضرت
لها فستان طويل باكمام طويلة وجاكت هبه ارتدته بدون اي اعتراض 
بعد ذلك تفاجئت بعبير وهى تلف حجاب علي شعرها الجميل وتغطيه 
وقبل ان توافق او تعترض عبير اخبرتها بلهجة اعتذار ادهم بيه طلب منى
انك تلبسي حجاب طول فترة وجودكم في الصعيد وطلب منى انك متستعمليش اي مكياج وانا بلغته ان جمالك طبيعى

وانك مبتستعمليش اي نوع من انواع المكياج غير الكحل فوافق علي استعمالك الكحل بس لكن كان
 

10 

انت في الصفحة 9 من 17 صفحات