قصه السيده نرجس كامله
المنصة الشرفية ..
جاء الجلاد وكان ضخما يرتدي السواد ويحمل بيمناه سيفا بتارا وبرفقته رجل قصير .. اخذ ذلك القصير يتكلم بصوت عالي ليسمع الجميع حيث اعلن عن قرار القاضي بمعاقبة نرجس بالتهم المنسوبة اليها واصدار الحكم وان الوقت قد حان الان لتنفيذ القرار فورا ..
أجلست نرجس على ركبتيها وشد معصميها خلف ظهرها .. ثم رفع السياف حسامه ونرجس ماتزال محتفظة بهدوئها وهي تلهج بذكر الله .. ثم رفعت بصرها الى السماء وقالت
ثم اغلقت عينيها وقالت
أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله ..
الجمهور الغاضب الذي تابع حالات نرجس تلك .. تبدل حاله هو ايضا من التعصب الاعمى الى الهدوء والاعجاب بثباتها ورسوخها على مبدئها حتى اشتهرت بينهم بأسم المرأة التي حديثها القرآن ..
أشار الرجل القصير للسياف بأن ينفذ فبلغت القلوب حناجر القوم لأنهم على وشك رؤية مشهد مروع ... وهنا سمع الجميع صړخة عظيمة
وظهر من وسط الحشد رجل يدفع كل من يعترضه حتى بلغ المنصة فألقى الحرس القبض عليه وكان ذلك عزيز الذي صړخ نحو امه والدموع تنساب من عينيه
أميييييي انا عزيز يا امي .. ردي علي يا أمييييييي
رفعت نرجس رأسها وقالت
عزيز .. ولدي العزيز لقد جئت اخيرا .. كنت أعرف انك ستأتي .. الحمد لله الذي مد في عمري حتى أراك ..
سامحيني يا أماه .. لقد ألقيت بك في الغابة .. أنا استحق المۏت على ذلك .. يا لي من عاق ..
لم اغضب عليك قط حتى أسامحك فطب نفسا وقر عينا .
شرع عزيز بالبكاء بصوت عالي وهو كالطفل في حجر امه فتأثر الحاضرون ورقت قلوبهم وسالت دموع النساء فتقدم الوالي الى المنصة وقال مخاطبا نرجس
لقد تكلمت أخيرا .
ردت عليه نرجس
لقد عاهدت الله ان لا اتكلم الا بكلامه حتى يرجع الي ولدي فتم ذلك فله الحمد .
لم أرى أو أقتل ذلك الطفل وأقسم لكم بالله على ذلك .
ولكن الادلة كلها تشير أليك .
وهنا نهض عزيز وقال
اسمح لي يا مولاي الوالي .. انها امي وانا أعرفها جيدا فهي لم تضربني في حياتي قط فكيف ټقتل طفلا .. واذا كان ولابد من القصاص فاقتلوني انا بدلا عنها فأنا الذي وضعتها في هذا الموقف .
قال الوالي
آسف