روايه عنيكي وطني وعنواني بقلم مجهول
بنت عمتك خانتني وانا شوفتها بنفسي مع اعز اصحابي وعلى سريره
يبقى هو اللي غدر بيها وسابها مش انا
هدات حركتها فجأة ولكن ظلت رأسها تهتز بالرفض وهي تردد بإصرار
انا لا يمكن اصدق حرف واحد من إللي انت بتقولوا عشان انا اكتر واحدة كنت شاهدة على حبها ليك اللي كان بيصل لحد الجنون إنت اللي خونت واتخليت عنها لما سيبتها تواجه أهلها وتتحمل الذنب لوحدها
انت إيه يابنتيمصرة على اللي في دماغك وبس من غير ما تسمعي ولا تفكري حتى لما انا غررت بيها وغلطت معاها سكتت هي ليه بقى ومابهدلتش الدنيا ولا بلغت والدي حتى ممكن بقى تجاوبيني
عشان أكيد كانت خاېفة منك ومن والدك وعلى سمعة أهلها فى المنطقة
طب سيبك مني ومن أهلي خلينا في أهلها هي بقى واجهتهم ليه لوحدها وماقلتلهمش عني مدام انا اتخليت بجبني زي مابتقولي يبقى على الأقل والدها الصعيدي الحر مش هايسكت عن حق بنته ولا هايسيب اللي غلط معاها بقى
قالت بتعب
أهو والدها الصعيدي الحر ده خد بنته وعيلته كلها وسافر على الصعيد وسابلك الدنيا بحالها
تمام اوي كلامك كدة انا مستعد يابنت الناس اروح لها في قلب بيتها وقدام ابوها كمان أسألها واواجها وان طلع الحق معاها يبقى استاهل انا اللي يحصلي بقى من والدها وعيلتها هناك
تروحلها فين
سألته بابتسامة باهتة وتابعت بمرارة
بعد السنين دي كلها عايز تواجهم ماهو خلاص بقى ماعدتش ينفع عشان صاحبة القضية نفسها ماټت بالجنين إللي في بطنها وسرها اندفن معاها كمان
كانت عائدة من درس الرياضيات الذي اخدته مع المجموعة بعد انتهاء اليوم الدراسي فى مدرستها والتي كانت تبتعد عن مسكنها بالميدان بمسافة كبيرة ولكنها لم ترد العودة فورا لمنزلهم وفضلت الذهاب لبيت عمتها ورؤية ابنتها التي غابت منذ فترة طويلة عن زيارتها في منزلهم فبرغم فرق السنوات والذي تعدت الأربعة كانت فجر تعتبر فاتن صديقتها المقربة والسبب الرئيسي لنشأة هذه الصداقة كان الإلحاح من جانب فجر نحو فاتن الجميلة والرقيقة والتي لطالما اعتبرتها فجر نموذج يحتذى به فكانت تسعى دائما لتقليدها وهي كانت رقيقة ودائما متعاونة ومحبة لفجر فكانت دائما ما تدعوها بشقيقتها الصغيرة فور ان ترجلت من المواصلة العامة رأتها امامها وهي تعدوا بخطوات سريعة نحو الخروج من حارتهم ركضت خلفها تهتف باسمها مستغلة خفة وزنها لتلحلق بها
استدارت مجفلة على النداء فتوقفت عن السير بجوار إحدى المبانى حتى أتت إليها لاهثة
اخيرا وقفتي دا انا قولت مش هاتسمعيني خالص النهاردة ولا هاتوقفي
قالت بفتور
أهلا يافجر انتي إيه إللي جابك دلوقتي
ارتسم الحرج على وجهها مع بعض الدهشة فقالت
في إيه يافاتن هي دي مقابلة تقابلينى بيها برضوا وانا اللي جتلك جري بهدوم المدرسة عشان وحشتيني بعد مالقيتك غيبتي وماعدتيش تسالي عني ولا حتى تزوري بينتا بيت خالك زي الاول
معلش يافجر بس انا اليومين دول مشغولة في اوي في المعهد والدروس عشان الامتحانات قربت
كانت هذه اول مرة لفجر تلمح التغير الواضح الذي طرأ على ابنة عمتها الجميلة وجهها المستدير الناعم والنضر كان باهتا على غير العادة عيناها ذابلتان وحمروان وكأنها انتهت توها من
نوبة بكاء عڼيفة سألتها بقلق
فاتن هو انتي تعبانة ولا حد مزعلك
هزت رأسها وقالت نافية
لا طبعا إنتي ليه بتقولي كدة بس هو انا باين عليا اني تعبانة
باين جدا يافاتن هو إيه إللي حاصل بالظبط معاكي عمي بدر هو اللي مزعلك ولا عمتي فوزية
لا عمك ولا عمتك هما اللي زعلوني انا اللي تعبانة لوحدي روحي انتي سلمي عليهم على مارجعت انا من مشواري دقايق مش هاعوق
استنى هنا يافاتن انتي هاتمشي وتسيبني لوحدي مع عمتي فوق
حاولت جذب ذراعها وقالت بسأم
يابنتي اطلعي هو انتي عمتك هاتكلك
انا مشواري قريب هناك فركتين كعب يعني مش هاتأخر
قالت بلهفة وهي تشدد على ذراعها
طب خلاص خديني معاكي
ڼهرتها غاضبة وهي تخلص منها ذراعها بقوة
يووه عليكي يافجر دا انتي بقيتي مزعجة اوي وهاتفرجي علينا الشارع كله سيبنى ياحبيبتى الله لا يسيئك ثواني مش هاتأخر ماشي ثواني
توقفت فجر عن الإلحاح وتركتها تذهب وهي واقفة بمكانها محرجة من نظرات المارة التي ارتكزت عليها ولكن حب الفضول غلبها فسارت خلفها بخطوات بطيئة تتبعها حتى وجدتها توقفت امام محل كبير للأدوات الصحية بشارع اخر خلف حارتها و دلفت بداخله
أكملت سيرها حتى توقفت امام واجهة المحل الزجاحية تنظر بداخله