روايه عيناى لا ترا الضوء (من الجزء الأول إلى الاخير كامله) بقلم هدير محمد
ومحمد... سليم أول ما شاف إلهان... قام من مكانه
أنت ايه اللي جابك هنا !
يعني لابس سويت شيرت جديد وراشش برفيوم اغلى ما عندي وماسك بوكيه ورد أبيض وكيكة شيكولاتة... هكون جاي اعمل ايه... جاي اتقدم لاختك طبعا...
جمع سليم قبضته پغضب ولسه هيروح يضربه... أيلين مسكت ايده وقالت
سليم ارجوك اهدى...
ما أنا فعلا عيوني واسعين...
أنت هتهزر معايا ! بقولك اخرس... محمد... جايب ليه البتاع ده هنا !
والله فاجئني النهاردة وقالي أنه جاي يتقدم لاختك وكمان كلم ابوك في كده... وطلب مني اجي معاه...
وانت مقولتليش ليه
حبيت اعملها مفاجأة ليك... يا نسيبي...
يا ابني أنا كلمت باباك... هو اللي يقرر امشي ولا لا... قولت ايه يا حمايا المستقبلي
سليم بص ل محمد وقال
حمايا المستقبلي !! وده عرف من فين الكلمة دي
والله هو قعد يسألني بتقولوا ايه على ابو العروسة ف قولتله بحسن نية... معرفش أنه ناوي يتقدم لاختك...
مش ماشي... خلاص أنا دخلت البيت من شباكه...
قصدك من بابه...
بالظبط كده...
أيلين كانت بتضحك... سليم بصلها بطرف عينه راحت سكتت وبصت للأرض...
بص يا إلهان... أنت تلم نفسك وتمشي... عشان لو مشتش أنا...
هتعمل ايه يعني هتخطفني مثلا...
انت تتقي شړي احسن وتخرج من الباب ده من سكات... بدل ما نطلع صوتنا على بعض ومنظرنا هيكون وحش قدام الجيران...
ايه يا سليم فيه ايه... اهدى يا بني !!
يا بابا ده آخر واحد يفكر يتجوز اختي... والله ما يطول ضفر منها... يلا بره...
سليم سيبه... ده ضيف برضو وعيب اللي أنت بتعمله ده...
اسمي إلهان على فكرة...
طب يلا خد كيكتك واخرج...
مش هيخرج يا سليم... وسيبه بقولك...
يا بابا بس...
مبسش... بقولك سيبه واتعامل بأدب معاه قدامي...
سابه سليم وقال وهو بيجز على سنانه
سيبته اهو...
معلش يا بني على سوء التفاهم ده... اتفضل البيت بيتك...
فين العروسة
عروسة مين يا....
سليييم !!
خرست اهو...
رهف في عيد ميلاد صحبتها... جاية دلوقتي... قولي يا ابني... أنت درست ايه وبتشتغل ايه... احكيلي...
بص إلهان بخبث ل سليم وقال بثقة
أنا خريج حقوق جامعة كندا... الأول على الدفعة...
والمصحف كدااااب... منظر واحد من الاوائل ده
فيه ايه يا سليم... ما تسكت...
أنا آسف...
كمل يا بني...
كنت بقول إني خريج حقوق جامعة كندا والأول على دفعتي... بشتغل في شركة بابا...
سمعت إنك امريكاني...
اه فعلا أنا اصلي امريكي... اتولدت واتربيت في كندا...
وايه اللي حدفك علينا بقا
يا سليم الحوار كله إني لما اتعرفت على محمد في كندا واتصاحبنا... كلمني على بلده كتير... فبما إني فضولي ف نزلت مرة... عجبتني واتعلمت عربي ومصري كمان وبقيت كل اجازة بنزل مصر...
وعرفت بنتي ازاي
شوفتها بالصدفة في كافيه... عجبتني واتشديت ليها ف عرفت انها في جامعة وكده وكنت بشوفها هناك... بس هي متعرفنيش أو محصلش ما بينا موقف قبل كده...
اممم... وانت اد الجواز والقوانين المصرية
أنا بحثت وشوفت... وعرفت انكم بتقدسوا الجواز وواخدين الحوار جد أكتر من الناس في كندا اللي بيتعاملوا مع الجواز ك اسم مش اكتر... وغير كده اللي عجبني إن البنت في مصر لما تتجوز بتكون ملك جوزها وبس... عندنا في كندا تبقى متجوزة وتصاحب على جوزها عادي... فأنا ك بني آدم سوي عايز زوجة تكون ليا وبس...
اقنعتني والله... بس اديني وقت اعرف عنك كام حاجة كده ونشوف رأي بنتي...
حقكم طبعا...
هي لما تشوفه هتطرده بنفسها... بعدين ده مينفعش يبقا زوج... ده صايع...
ولاا ما تلم نفسك أنا ساكتلك من الصبح !!
عادي يا عمو... هو مستغرب مش أكتر... بكره يقتنع أنه هيبقى خال عيالي...
خال مين متخلنيش اقوملك !!
قال محمد
يا شباب اهدوا...
هو أنا اتكلمت... ده أنا اتمسح بكرامتي الأرض اول دخلت البيت ده...
لو عندك ذرة ډم امشي يلاا...
ما تسكتوا انتوا الاتنين... هتصل على رهف اشوفها اتأخرت ليه...
و لسه هيتصل عليها... جات بنت في سن العشرين طولها متوسط وبشرتها فاتحة مع ملامح رقيقة جدا... لابسة فستان شيفون لونه بنفسجي غامق... كانت ماسكة أكياس... حطتهم على السفرة وقالت بإندهاش
الله... انتوا مجهزين العشاء... كمان عاملين فراخ بانيه !!
ايه يا بنتي... ايه التأخير ده
والله يا بابا التاكسي اللي رجعت بيه اتعطل في نص الطريق... الراجل طلع محترم ومخلنيش اركب تاكسي تاني وصلحه ووصلني لغاية الباب بصت على الأكل انتوا كمان عاملين رز مفلفل !!
قعدت رهف وبدأت تاكل
وانتي مأكلتيش عند صحبتك ولا ايه
وهي التورتة والشيبسي ده اكل يعني... أنا اصلا خرجت من غير غدا...
بدأت تاكل بكل براءة... إلهان مشلش عيونه من عليها أول ما دخلت... حاطط ايده على خده وبيبصلها بتوهان... أيلين ومحمد ضحكوا على شكله... أما سليم مضايق وكل شوية ينخف بضيق ومش طايق إلهان... وضړب إلهان برجله من تحت السفرة... إلهان بصله پغضب واتحلفله...
رهف شافت ايلين
مرات اخويا منورانا عشان كده عاملين وليمة النهاردة... لحظة بس اخلص أكل لاني جعانة أوي... بعد ما اخلص اخدك فوق اوريكي البلوزة اللي جبتها جديد...
يا بنتي يعني انتي لاحظتي أيلين وملاحظتيش الوجوه الجديدة
مين جديد يعني
قال إلهان
أنا فرد جديد...
بصتله رهف پصدمة... إلهان ابتسملها
رهف من صډمتها مردتش... اخدت رغيف فينو وحطت فيه قطعتين فراخ بانيه وقالت
معلش مكنتش اعرف إن فيه ضيوف هنا... أنا هكمل أكل فوق...
استني يا رهف...
نعم يا بابا
مش تسألي مين الضيف
مين
ده إلهان... من امريكا... جاي يتقدملك...
امريكي !
اها...
وليه ميبقاش تركي زي ما أنا كنت بتمنى !
ده إلهان... من امريكا... جاي يتقدملك...
امريكي !
اها...
وليه ميبقاش تركي زي ما أنا كنت بتمنى !
ضحكوا كلهم في صوت واحد ما عدا سليم طبعا...
على فكرة أنا سافرت تركيا مرتين وكنت بادئ كورس لغة تركية من شهرين كده ده حتى كان فيه حصة من يومين بس ضرسي وقع ومقدرتش اروح...
سليم حط ايده على خده وابتسم بسخرية وقال
ألف سلامة... احكيلنا بقا ضرسك بقا وقع ليه
واحد اټخانق معايا... كمل بنفس ابتسامة سليم بس عرفته أنا ابقا مين كويس...
سليم اتعصب ومسك الشوكة ووجها ناحيته وقال
بقولك ايه اخرس و....
ايه يا سليم مالك النهاردة... حتى مش عاملي أي اعتبار إني موجود هنا...
يا بابا ده واحد مستفز... ازاي ده هيبقا زوج اختي !
ليه هو احنا جربانين ولا ايه
جربانين ! ايه ده كمان يا محمد !!!
هو اتفرج معايا على لقاء روجينا امبارح... مش ذنبي والله....
يلهواااي... انتوا هتجنوني ! بقولك ايه مفيش جواز... يلا كل واحد على اوضته...
سليم اقعد...
يا بابا بس...
بقولك اقعد !!
اهو اتزفت قعدت...
اقعدي انتي كمان يا رهف...
حاضر يا بابا...
قعدت رهف جمب أيلين... أبو سليم ابتسم وقال
معلش يا ابني هو سليم كده... متاخدش في بالك... يلا نتعشى سوا وبعد الأكل نبدأ نتكلم بجد...
بدأوا ياكلوا... إلهان عيونه دايما على رهف ومتابع كل حركتها... هي لاحظت واتكسفت... أما سليم باصص على إلهان وعيونه بتطلع ڼار وبياكل بالعافية... أيلين همست وقالت
سليم اهدى متعملش كده...
انتي حسابك فوق...
الآه ! أنا عملت ايه
عشان ساكتة ومعترضتيش...
يعني اروح اضربه
ما انتي لو زوجة صالحة كنتي وقفتي معايا وضربتيه...
يااربي ! هو يجي يتقدم وانا اتعاقب ليه !
اسكتي بقا... ايه يا إلهان... حلو الأكل
ممم... طعمه خطېر... بقولك يا عمو... هو ايه الحاجة الشفافة دي
دي شوربة...
شوووربة اه... يعني انتوا بتسلقوا الفراخ عشان تتخلصوا من الجراثيم... بعد كده بتشربوا المية بتاعتها على أساس انها شوربة
أصل احنا ناس معفنة...
وأنا بحب العفانة...
قالها إلهان ل سليم وهو رافع حاجبه بإستفزاز...
المهم إن طعمها حلو...
على رأيك يا عمو فضل يبص على الصالة وكمل بيتكم كبير وحلو كمان عندكم جنينة... ڤيو البيت واوو أوي... بعد الاكل خدوني في جولة فرجوني على البيت كله...
ليه ناوي تستثمر فيه ولا ايه
لا... بس ناوي اعمل خطوبتي هنا... قرار كويس... مش صح يا نسيبي ولا ايه
سليم بصله پغضب ومعرفش يتكلم... ضربه برجله من تحت السفرة... إلهان اتألم وقال بصوت واطي
يا كلب... يخربيت غبائك !!
مالك يا إلهان
مش شايف مالي يا محمد... ضړبني برجله...
ازاي... ما هو قاعد مكانه اهو....
من تحت السفرة...
ااااه... وأنا بقول ليه كل مرة بيطلع وبينزل... اتاريه بينزل عشان يضربك ويطلع تاني...
بس المرة دي بتوجع أوي...
معلش استحمله...
حقي عندك يا رب...
قالت رهف
أنا عندي استفسار...
قال إلهان وهو مبتسملها بحب
قولي اللي انتي عيزاه...
اتكلمي يا بنتي...
هو ازاي امريكي وبيتكلم مصري احسن مني...
تحبي تشوفي البطاقة
ماشي...
طلع إلهان بطاقته وادهالها
...
طلع امريكي فعلا...
مكتوب عندك محل الإقامة في كندا... صدقتي
ملاحظتش كندا دي...
يبقا صدقتي عاى أساس ايه
صورة البطاقة حلوة كده... طالما صورة البطاقة طالعة مظبوطة يبقا أكيد من بره مصر... أنت متعرفش احنا بنبقا عاملين ازاي في صورة البطاقة... بنبقا شبه المساجين...
لما نتجوز ابقا اعملك بطاقة هناك...
بجد !
آه طبعا...
طب ما نسيبكم احنا تتكلموا براحتكم ومش نتعشى بسببكم...
ضحكت رهف من كلام اخوها وسكتت... أما سليم لسه على نفس الريأكشن... مضايق ومش طايق وجوده...
بالهناء والشفاء ليكم...
قام سليم من على الكرسي...
متكمل اكلك... يا نسيبي...
معلش... أصل في حاجة سدت نفسي... عن اذنكم...
طلع سليم لاوضته وجات أيلين وراه وقفلت الباب...
أنا هتجنن... الواد البجح... ازاي ليه عين يجي هنا وكمان يتقدم لاختي بعد كل اللي عمله !!
اهدى يا سليم...
اهدى ازاي قوليلي... ازاي ده هيكون زوج اختي... ده واحد متخلف وصايع...
ممكن يطلع كويس
ايلين !! انتي معايا ولا معاه
بشهد الحق يا سليم... يعني إلهان معملش حاجة عشان اكرهه كده... وسوء التفاهم اللي حصل ما بينكم ده عشان أنت ضړبته... بس هو معملش حاجة لينا... وغير كده هو يعرف اختك من فترة زي ما قال بنفسه تحت... بس