روايه ميراث الندم (جميع الفصول كامله وحصريه)
ما تخلي بالك من كلامك افرض يعني بتلاجيني نايمة ما انا تعبانة ومهدودة من مراعية العيال والخدمة في البيت انا مش عارفة والله كل دا عشان بسألك اتأخرت ليه عشان جلجلت عليك يا غازي
لا يصدق قولها ولا يصدق هذا الاهتمام المفاجئ منها ولكن لا بأس رد يجاريها حتى يأتي منها بالمزيد
كنت مع شباب العيلة يا فتنة أكيد يعني عارفة المندرة اللي بنجعد فيها اطمنتي يا ستي
كويس خالص اصل انا كنت سمعت
من اخويا عيد انه شافك دخلت عند بيت عمي هريدي على اول الليل مش بعادة يعني
لاحت على زاويتي فمه ابتسامة ساخرة يردد خلفها بتشكيك
عيد برضوا هو اللي جالك يا ستي ع العموم هو مكدبش انا فعلا روحت لبيت عمي هريدي عشان نادية
صاحبتك اللي جوزها ماټ جريب عندها مشاكل مع اهله وهي جات على بيت ابوها زمجانة
واحنا مالنا
صدرت منها بحدة تتابع بانفعال تغذى مع مرور الساعات الماضية لټنفجر به غير قادرة على كبحه
واحدة اتجوزت من برا عيلتها تبجى تتحمل هي نتيجة اختيارها اهم مطلعوش ولاد اصول وحسب ما باين كدة يبجى مشوها من بيتها جبل حتى ما تكمل عدتها يبجى شيلتها وتشيلها ما هي اللي جابته لنفسها
فتنة انت متأكدة انها كانت صاحبتك
ابتلعت تراجع نفسها حتى لا تثير ارتيابه وجاء ردها بتبرير
ايوة امال ايه هي فعلا كانت صاحبتي جبل ما تكسر جلب اخويا وتبدي عليه ولد فايز السكري طب اهم بهدولها بعد مۏته بذمتك دي لو كانت في العيلة كان حصل دا كله معاها
يعني انت كل اللي فيه ده بسبب اخوكي طباسمعي بجى ومن الاخر ادخل في موضوعها ولا مدخلش في كل الأحوال يا فتنة حجة اخوكي دي تبطليها خالص لانها شيء ما يخصناش وخليكي في حالك عشان مجلبش عليكي
ابتلعت الباقي من كلماتها مجبرة وقد اغلق عليها حتى طريق المحايلة ليضيف بصيحته
على الفور نهضت لترمي نفسها على الفراش مزعنة لأمره منهية نقاش بلا فائدة معه وتوقف هو يراقبها بملامح مشتدة بعد أن عكرت مزاجه ببث سمومها ثم تذكيره بالمتربص الأقرب الان ناجي وما يحمله من تعلق بفاتنته كان ينقصه مشكلة أخرى
زفر بسخط يتمتم داعيا عليها بعد ان اخرجته من عالمه الوردي الناعم لواقعه البائس معها
في اليوم التالي
وقد تأخرت عن النزول إلى الطابق الأرضي واختلاطها والحديث معهم كالعادة مما جعل هويدا تصعد إليها لتستطلع ما بها وتسألها بفضول
خبر ايه يا سليمة لا انتي ولا مرة ولدك ظاهرين من امبارح ايه الحكاية ليكون الواد تعبان
اجابتها الأخيرة ببساطة وهي ترتشف من فنجان قهوتها التي اعدته منذ قليل
مشت
مشت
جلست لتتابع سائلة لها باندهاش
وامتى لحجت تطلع دا احنا صاحين من طلعة الشمس وما لمحڼا حتى اترها يعدي علينا
ردت سليمة بكل هدوء
دا كان امبارح ع الساعة تمانية كدة في ادان العشا لمت خلجاتها هي وولدها وحطتهم في شنطة صغيرة ومشت
تسرب الشك لقلب هويدا لتردف سؤالها بتوجس
انا ليه كلامك مش مريحني يا سليمة ما توضحي جصدك ايه مرة ولدك حطت هدومها في الشنطة لاجل ما تريح اعصابها في بيت ابوها يعني
على نفس الوتيرة تابعت
لاه يا هويدا هي خلاص اعتبريها راحت مكانها على كدة في بيت ابوها يعني اخرها تاجي عندنا زيارة وخلاص أنا نبهت عليها بكدة
اعتلى الڠضب معالم الاخيرة لتردد خلفها باستهجان
انتي اللي نبهتي عليها بكدة يا سليمة انا مش قولتلك من الاول ان كلامك مش مريحيني ما تجيبي اللي في بطنك واتكلمي على طول انتي اساسا مبتعرفيش تخبي
تلقت سليمة الدعوة لتفصح عن استيائها هذه المرة دون مواربة
وماله يا ست هويدا اطلع اللي في بطني واجول ع اللي فيها ولا فاكراني هسكت لما اعرف انكم مضيجين ع البيت وبتضغطوا عليها عشان تتجوز واحد من عيالكم وانا جتت ولدي لسة مبردتش وكل اللي عليكم انكم عايزين تحافظوا ع حج المرحوم وتنزعوا الوصية عن ابوه طب تجدروا تجولولي هتعمولها كيف دي وانتو ولا واحد فيكم ينفع للوصاية ولا عشان هي صغيرة ومش فاهمة
على صوت هويدا في الرد بدفاعية بانفعال يقارب الھجوم
لا يا سليمة هي مش عيلة صغيرة دا انتي اللي عجلك اصغر منها بوظتي كل اللي بنعمله في دجيجة مع ان كله عشان خاطرك المسألة معجدة واحنا عارفين ان محدش هينفع يتولى مسؤلية الوصاية غيرك بعد ما نخلي فايز يمضي ع التنازل
ود ولدك هيبجى في ومرته لما تتجوز واحد من عيالنا هتضمني ان عمره ما هيبعد عنك دا غير ان هيبجى في حماية يعني محدش هيجدر يجرب منيكم لا فايز ولا غيره فهمتي بجى يا ناصحة
ذوت سليمة ما بين حاجبيها وارتسمت شبه ابتسامة ساخرة لتسألها بتريث وافكار عاصفة تموج برأسها
ودي كنتوا هتعملوها ازاي يا هويدا هو فايز عيل صغير عشان يمضي على حاجة زي دي لأ ويتنازل كدة بسهولة ولا انتوا دماغكم فيها
ايه بالظبط
خرجت الأخيرة بحدة لم تؤثر في الأخيرة لتجيبها بتصميم
ملكيش دعوة باللي كنا هنعمله دا راجل سكري ورجله بتروح ع الخمارات والغرز اكتر ما بتروح على بيته ولا عايزانا نستنى لما يجي هو وبت التنح وعيالهم يبرطعوا في بيت ابونا ويطردونا احنا أصحاب البيت
ومض عقل سليمة واتسعت حدقتيها بإدراك متأخر لتهتف معارضة
انتي عارفة زين ان اخوكي دماغه شديدة ولا الف كاس خمرا يأثر فيه عشان يمضي وهو مغيب ودا ملوش تفسير غير في حاجة واحدة بس هي ان حاطين في راسكم تجبروه وطبعا دي مش صعبة عليكم عشان ولدك وواد اختك الاتنين يد واحدة لكن لاه يا هويدا انا لا يمكن ارضي بكدة ولا هجبل الوصاية على واد ولدي بحاجة عفشة زي دي
صاحت بها هويدا وقد غلبها الانفعال لتخرج عن طورها الطبيعي الهادئ
عنك ما جبلتي واستني بجى يا اختي لما ياجي هو والغندورة عشان تطلع البلا الازرج على جتتك تكيدك وتذل فيكي مش عاجبك ان احنا بنفكر في مصلحتك يبجى تتحملي يا بت الناس
زمت شفتيها تكظم ڠضبها عن رد غير لائق وضغطت بصعوبة حتى خرج ردها بتحكم شديد
هتحمل يا هويدا زي ما اتحملت كتير جبل سابج ولا عمري شكيت ولا هشتكي عشان انا سيبت عوضي على ربنا وحتى لو مجاش العوض كفاية عليا اضمن سلامة واد الغالي وبعده عن ڼار الكره اللي والعة جوا البيت ده بورث الندامة
نهضت هويدا لتطلق صوت ساخر من فمها مرددة
ودي ضمنتيها منين ان شاء الله طول ما في ورث البيت مفيش ضمان لسلام ولا أمان
قالتها وانسحبت مغادرة تاركة سليمة تغمض عينيها بتعب وهذا الحبل الذي التف حول عنقها يزيدها احهادا وبؤس رغم أنه صمم في ألاصل من اجل النجاة وحفظ الحقوق
لتتضرع للخالق بوجل
يارب احفظ الباجي من ريحة ولدي احفظ واد ولدي وامه
في منزل الدهشان
وقد استيقظ باكرا كعادته هبط من الطابق الثاني وعينيه تبحث عنها حتى وجدها خارجة من مطبخ المنزل الكبير وكأنها تعد طعام الإفطار مع العاملين هتف بإسمها لتنتبه له
روح صباح الخير يا ست البنات
الټفت له بوجهها المشرق تتلقى تحيته بابتسامة عذبة تبادله
يا صباح الهنا والسرور على كبير البلد كلها ثواني وتلاقي الأكل ع السفرة
قالتها وهمت تتحرك عائدة للمطبخ ولكنه اوقفها بقوله
لا استني انا عايزك في كلمتين الأول
طالعته بعلامة استفهام تعلو وجهها سائلة
كلمتين ايه ع الصبح كدة خير يا غازي
اقترب ليسحبها من كفها مرددا خلفها
خير ان شاء الله ما تجلجيش دي حاجة كدة بسيطة
بعد قليل
كانت معه اسفل المظلة الكبيرة في قلب الحديقة وقد ابتعدا عن صخب المنزل والجميع وكان الحديث الدائر بينهما بعد أن اخبرها عن مطلبه
أيوة يعني انت عايزني اروحلها النهاردة واشوف طلباتها ليه هو عزب لحج يجصر معاها
وه
تفوه بها ليردف لها موضحا
ما تفهمي يا روح وجهة نظري يا بت ابوي انا عايزك تجربي منها مش موضوع تشوفي طلباتها وبس لأ انا غرضي تعرفي كل حاجة عنيها انتي جولتي عليها كتومة وهادية ودا اتأكدت منيه بنفسي بعد ما شوفتها امبارح وحكت ع الضغط اللي كانت بتتعرضله من ناس جوزها دا لولا حماتها الله يباركلها هي اللي نصحتها تمشي الله أعلم كان حصلها ايه
بتركيز شديد وقد وصلها الان فحوى كلماته
فهمتك يا خوي انت فعلا عندك حج احنا شكلنا صح مجصرين فيها دي دا انا حتى لما كنت بزورها مكنتش بنفرد معاها لوحدي دايما كان يبجى في ما بينا ناس الله يباركلك يا واد ابوي انك خدت بالك منيه الموضوع ده
اكتنفه الراحه بقولها وتفهمها الدائم له مما شجعه ليطلب المزيد
طب حيس كدة بجى انا عايزك متجربيش وبس لا دا انا عايزك تصاحبيها تعرف عنها كل شيء كل شيء يا روح بت عمك دي انا فهمتها زين على كد ما هي باينة زي النسمة كدة لكن شكلها راسها ناشفة وما بتمشيش غير بمخها والنوع دا بيحتاج اللي يساسه
تطلعت له بانشداه وكأنها ترى وجه اخر لشقيقها مما جعله ينتبه على شرودها فصدح صوته متذمرا
خبر ايه يا روح ما تركزي معايا متخلنيش اعيد وازيد في الكلام دا انتي حتى نبيها وبتعرفيها من غير شرح
ضحكت بمرح لا تستوعب انفاعله لتعقب مستغربة
طب انت ليه متعصب انا فهمت والله وجهة نظرك بس مكدبش عليك متفاجئة من اهتمامك دا غير ملاحظاتك الدقيقة عن نادية وكأنك فهمت شخصيتها كل دا من جعدة واحدة
انتابه في البداية شعور بالحرج لكن سرعان ما استطاع السيطرة عليه ليرد موضحا
انتي جولتيتيها بنفسك جعدة واحدة لكن اخوكي كبير عيلة يا ست روح يعني فريز في اصناف البشر اظن يعني واحدة زي بت عمك مش هتبجى شخصيتها اصعب من ان افهمها
ازداد العبث على ملامحها لتردف مقارعة له
بس انت مبتفهمش في
صنف الحريم ولا بتجيك مرارة للحكاوي معاهم مش دا برضوا كلامك يا كبير عيلة الدهشان ولا انا بخترغ من مخي
يا بت ال
دمدم بها يطالعها بتوعد وقد وصله جيدا ما ترمي