للقدر حكاية (كامله حتي الجزء الاخير)بقلم سهام صادق
والدتها تأخذها تخبرها بأخر شئ تمنت سماعه
عمتك ماټت يا ياقوت
ارتشف قهوته بملل ينظر من حين لآخر لساعه يده ف ناديه أخبرته انها تريد لقائه في احد المطاعم بدء الشك يمتلكه ليتأكد بالفعل من خطه شقيقته
اسفه على التأخير ياحمزة بيه معلش عربيتي اتعطلت
قالتها برقه
وجلست بغنج ليرمقها حمزة بنظرات متفحصه وزمجر بحنق من
مافيش مشكله
اخذت المرأه التي تبدو في الثلاثون من عمره تصفف شعرها بيديها وتتفحصه بوقحه
من زمان نفسي اقابلك اخر مره اقبلتك فيها كانت في حفله جواز حازم الأسيوطي اصل انا ابقى بنت خاله العروسه
فأماء برأسه بصمت وداخله يلعن شقيقته متوعدا لها حين رؤياها
ومال نحو الطاوله يرمق الجالسه امامه ببطئ مبتسمه تظن انه سيهمس لها بكلمات غزل
واعتدل في جلسته لينهض بعدها
معلش انا راجل بحب انام بدري
وغادر بحضوره الطاغي لتتسع عين الجالسه
ده مشي وسابني
مرت ايام العزاء ببطئ لم تتركها فيهم هناء ولا السيده سلوى
وقفت هناء جانبها تعد معها حقيبتها فالان سوف تنتقل لبيت والدها فلا داعي للجلوس هنا فالبيت به ورثه والكل سيطالب بحقه فيه فعمتها لم يكن لديها اولاد الي الان لا تصدق انها توفت ف الوفاه جاءت صادمه للجميع
ودمعت عين ياقوت وهي تودع كل أنش بذلك المنزل الذي احتواها ويد هناء تربت على كتفها
امر الله يا ياقوت ادعيلها بالرحمه
مش قادره أصدق ياناس
وبكت بحړقة ليدلف والدها غرفتها بوجه حزين على شقيقته
يلا يا ياقوت يا بنتي معدش ينفع اسيبك في البيت
وازداد انهمار دموعها واليوم شعرت انها بلا مأوىفهى تعلم الحقيقه لن ترحب بها زوجه ابيها ولا زوج امها وخاصه بعد أن رفضت ابن شقيقه
وقف شريف بسيارته بجانب الطريق وهو لا يعلم لما يأتي لهنا كانت جالسه نفس جلستها تطأطأ عيناها أرضا ولم تعد ترتدي تلك النظاره السوداء وبعد وقت تأتي سيده تأخذها وترحل
ياترى انتي مين وحكاياتك ايه وليه بقيت اجي كل يوم اشوفك
اسبوعا مر علي مكوثها في بيت والدها ولم تعرف كيف تفاتحه بأمر عملها رغم ان كل يوم هناء تصر عليها ان تبلغ والدها ولكن ردها لا يكون الا
ازاي عايزانى اقوله عايزه انزل مصر اشتغل وعمتي مبقاش ليها اسبوع مېته يا هناء
فور ان يرحل والدها لفتح محل الفاكهه خاصته
تأتي زوجه ابيها تيقظها لتبدء مهام اليوم من مسح وتنضيف وطبخ وركض وراء التوأم ذو العشر سنوات والمذاكرة لهم
اصحى يلا مش عارفه انتي مدلعه كده ليه شكل خديجه كانت مدلعاكي
لتمسح عيناها من نعاسها ف ياسمين ظلت طوال الليل تحاكيها وقد غفوا في وقت متأخز
وانصرفت سناء خارج الغرفه لتلتف نحو شقيقتها تحكم عليها الغطاء بحنان ف الخدمه لها وحدها وحين تسأل ياسمين عن سبب استيقاظها المبكر يكون رد زوجه ابيها
اصل ياقوت اتعودت على كده ماشاء الله نشيطه من ساعه ما جت مريحانياتعلمي بقى منها ياحببتي ولا اقولك بلاش تتعبي نفسك كلها شهور وتتجوزي وتشيلي المسئوليه ادلعي في بيت ابوكي شويه ده انتي الدلوعه بتاعتي
وتنطلي الكذبه الماكره على ياسمين التي تخبرها بحب ان لا تستيقظ في وقت مبكر وتستيقظ معها في الظهيره وستساعدها
وخرجت من الغرفه لنجد سناء أمامها
الست سلوى قالتلي على موضوع الشغل اللي جبته ليكي
تعجبت ياقوت من أخبار والده صديقتها لزوجه ابيها بأمر عملها لترمقها سناء بنظرة طويله
هقولك لابوكي وهساعدك تمشي من هنا لكن بشرط
ولم يكن الشرط الا
الفصل السابع
اغمضت عيناها بروح مفقوده خائڤة من المجهول ورغم كل ذلك الا انها كانت سعيده تشعر بالحريه من قيود طيله سنوات عمرها وما كان عليها الا الصمت والرضى بما يمنح لها
اقل القليل كان في عينيها كثيرا دوما مدام لا تسمع إهانه من زوج ام او زوجه اب لا يروها الا كعبئ على مال أولادهم
دمعه انحدرت على وجنتها اليسرى ازالتها سريعا
وصوت ناديه يفيقها من شرودها
وصلنا بالسلامه
نورتي القاهره يا ياقوت
قالتها ناديه وهي تقود السياره وبجانبها كانت ابنتها تقي تضع السماعات في اذنيها غير منتبها لشئ فقد كانوا في زياره سريعه للبلده وجاءوا بها معهم
احنا وصلنا
هتفت
ياقوت وعي تدور بعيناها في الشوارع فلم تشعر بمرور الوقت الذي لم يتجاوز الساعتان
اه ياحببتي ورايحين على سكن المغتربات
ياقوت برهبه من الحياه الجديده التي ستعول فيها نفسها بمفردها دون الحاجه لاحد
خاطبتها ناديه بلطف وهي تحرك يدها على عجلة القياده ببراعه
انا اديتك عنوان الشركه اللي هتقدمي فيها ومتقلقيششهاب اخويا هو المدير قولي بس انك تبعي
ابتسمت ياقوت وهي لا تعرف كيف تشكرها على مساعدتها هي والسيده سلوى
انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي
ابتسامه حانيه رسمت على شفتي ناديه وعاد الصمت مجددا الي ان وقفت السيارة أمام السكن
لتتعلق عين ياقوت بالسكن الجديد الذي ستعيش فيه وكانت هذه البدايه لحياه جديده
اخيرا اتقابلنا ياناديه سلوى وبتسأل عليا في التليفون اما انتي الدنيا خدتك
فضحكت ناديه بقوة وهي تنظر لصديقتها
ما انتي عارفه يا سميره كنت مسافره بره واه رجعت وهنرجع ايام زمان تاني
فأماءت لها سميره برأسها وانتقلت بعيناها نحو ياقوت التي وقفت تسلط عيناها نحو حقيبة ملابسها بحرج مبتسمه
نورتي السكن يا ياقوت
فرفعت ياقوت رأسها لتشعر بطيبه سميره التي اخبرتها عنها سلوى والتي لم تكف عن مهاتفتها يوميا لتطلب منها الأهتمام بها
عادت ناديه لسيارتها وأستقلتها على الفور فقد انتهى دورها ولم يتبقى عليها الا مهاتفة شقيقها والتأكيد عليه بمراعتها
وشردت في فعلتها التي لم يعرفها مراد فقد اخبرته ان الفتاه في فترة حداد على عمتها ولم تعد تفكر حاليا بأمر العمل وأتت الصفقة الجديده وقرار فؤاد ان يسافر هو بدلا عنه الصين لاتمام الصفقه في صالحها
لا تعلم لما احست ان اهتمام مراد ب ياقوت وسؤاله الدائم عنها
تلك الفتره ورائه شئ تخشي حدوثه والشئ الذي تخشاه ان يكون بدايه حب سيظن فؤاد انها السبب بل وسيحملها حدوثه فأسلم طريق وجدته ان توظف ياقوت لدي شقيقها وتنتهي مخاوفها
بين جدران زنزانة قد ملئت جدرانها بكتابات عبرت عن اوجاع من اخذتهم الحياه بذنب اما لم يقترفوه او اقترفوه مجبرين دلفت أحدي السيدات بزي السچن الخاص بالمسجونات بعد أن أنهت عملها في المشغل الخاص بالسجن
لتجلس على فراشها تمسح وجهها بأنهاك تطالع الباب الذي غلق بعد ان خطت للداخلثمانيه أعوام مرت وهي تتمنى الحريه تتمنى ان تفتح جميع الابواب والنوافذ تتمنى ان تركض في الشوارع تصرخ انها حره
وشعرت بيد احداهن على كتفها
هانت ياصفا كلها اربع شهور وتخرجي من هنا
فطالعتها صفا ومازالت جميله كما هي بعيناها الزرقاء وبشرتها شديده البياض ولكن جمالها هذا كان في يوم من الايام هو لعڼتها
نفسي اخرج من هنا ياورده عشان اقوله بس يسامحنيتفتكري هيسامحني
فجاورتها وردة على الفراش وربتت على خدها بحنان
لما هيعرف الحقيقه اكيد هيسامحك
ثم عاتبتها مؤنبه
ماقولتلك اخر مره كنت بره السچن قبل ما ألبس في قضيه تانيه اروحله واقوله على الحقيقه
واردفت تلوي شفتيها بأمتعاض
قولتيلي لاا لازم يسمع الحقيقه مني انا
لتطالعها صفا بآلم وألتقطت من أسفل وسادتها صورته
ياترى ممكن تسامحني ياحمزة
طالعت الغرفه الصغيره التي قادتها إليها سميرة صاحبة المسكن رغم صغر الغرفه الا انها شعرت وكأنها قصر مدام ابتعدت عن قسۏة كلمات زوجه ابيها
وشردت في الاسبوعان الماضين بعد ۏفاة عمتها واقامتها مع زوجة والدها والتي كانت سعيده حين اقتنع والدها بذهابها للعمل واقناعه كان يتقطر من كلامها المسمۏم
خليها يا زيدان تروح تشتغل اه يمكن حد يشوفها وتتجوز واه تجهز نفسها وتساعد في مصاريف جهاز ياسمين ما انت شايف حال السوق واقف ازاي ويوم في ويوم مافيش
وألقت بجسدها على الفراش بحسرة تطالع سقف الغرفه
لازم تبقى قويه يا ياقوت
نهض حمزة پغضب من فوق مقعده وهو لا يرى أمامه وصدي كلمات شريف تتردد في أذنيه
ايوه انا اللي بوقف قرار ناقلك وبستخدم اسمي في كده اتأكدت من إجابة سؤالك ياشريف
ليطالعه شريف بتحديق وهو لا يجد سبب مقنع لذلك ثم صاح
ليه بتعمل كده
ونهض هو الآخر واردف دون شعورا منه
مش معنى اني شايفك اخ كبير ده يديك الحق الست اللي كنت بتحبنا عشانها ماټت
ألجمت الكلمات حمزة وهو لا يصدق ان شريف الذي كان يعتبره ك ابن له حتى لو لم يكن فارق العمر بينهم الا ثلاثه عشر عاما
مش هعاتبك على كلامك ده ياشريف عشان انا اكتر واحد عارف شريف
ببطئ يربت على كتفه الأيسر
شريف اللي ربيته وشوفته ابن وأخ وصديق
انا تعبان اوي ياحمزه مۏت امي كسرني مش قادر اعيش هنا عايز اهرب بعيد خدمتي في مكان بعيد عن هنا هيريحني
كان يشعر بوجعه وسبب رغبته في الإبتعاد ولكن لن يجعله يبتعد فالبعد لا يشفي الآلم وإنما الحياه تمضي
الهروب مش حل ياشريف سوسن عمرها ما هتكون فرحانه ببعدك ولا مريم اوعي تنسى مريم ياشريف اوعي تنسى واجبك ناحيتها مريم بقت محتاجه ليك انت اكتر واحد
وعن الحديث عنها كانت تندفع من باب الغرفه بعدما فتحتها ومسحت دموعها فقد كانت تقف بجانب الباب تسمع حديثهم
ومن دون حديث كانت تتعلق شقيقها كطفله صغيره
اوعي تسبني وتمشي ياشريف
جلسوا يتمازحون وقد مر وقت
طويلا على جلوسهم هكذا دوما حمزة كان يأخذ ركنا بعيدا عنهم مع احد كتب الفلسفه ويحتسي من فنجان قهوته ومن حينا لآخر يطالعهم مبتسما
انت بتخم ياشهاب
لتتسع عين شهاب وهو يرمق الصغيره مريم
شهاب حاف كده
فمازحته بلطافه
لا شهاب بالجبنه
كان شريف جالسا بجانب ندي يضحكون على مشاكسة مريم وشهاب وانتهى الأمر كالمعتادمريم تركض نحو حمزة فور ان يرفع شهاب يداه
الحقني يا بابا شهاب عايز يضربني
فوقف شهاب أمام شقيقه يرمقها بتوعد
محدش مدلع البت ديه غيركمحرومه من فسحه الملاهي يامريم وهاخد ندي حببتي بس
وقبل ان يلتف نحو ندي غامزا لها